اختر اللغة

البحث

ست طرق لتحقيق الإبداع في الفصول الدراسية

ست طرق لتحقيق الإبداع في الفصول الدراسية

الكاتب : الحسين اوباري


إن تحقيق الإبداع في فصلك الدراسي ليس معناه جعل عملك أكثر صعوبة، بل إنه في الحقيقة يمكن أن يجعله أكثر متعة و إثارة للاهتمام.  كما أن اعتماد المهام التي تتطلب توظيف مهارة الإبداع سيؤدي حتما إلى جعل العمل أكثر جاذبية و تحفيزا لطلابك. فيما يلي خمس نصائح ستساعدك على تحويل فصلك الدراسي إلى ورشة كبيرة لصناعة الإبداع.

1. لا تحصر طريقة إنجاز المهام في شكل واحد

إذا طلبت من تلاميذك إنجاز مهمة معينة، فما يجب عليك فعله هو تحديد الموضوع، و منحهم بعض الحرية في كيفية الإنجاز، فبعض الطلاب سيبدعون من خلال شريط فيديو أو رسم ساخر أو حتى عرض مسرحي، أكثر مما إذا تم حصر طريقة الإنجاز في كتابة موضوع إنشائي، فعند السماح للطلاب باستخدام طرقهم الخاصة في التعبير و التعلم، سيكونون أكثر تحفيزا لإتقان العمل الذي يقومون به، و أكثر استعدادا لاستثمار كل مهاراتهم و طاقتهم للإبداع فيه.

2. وقت خاص للإبداع

BlogHeader3

يمكنك الاستفادة من قاعدة 20٪ التي توظفها الشركات عن طريق تطبيق فكرة “ساعة العبقرية” حيث يتم تخصيص ساعة للإبداع و الإبتكار في كل يوم دراسي، مع إمكانية تعديل مدة هذا النشاط ليتناسب مع خصوصيات فصلك الدراسي. و في الجانب العملي، يمكنك أن توفر لطلابك بعض الأدوات لإطلاق قدراتهم الإبداعية : الطباشير الملون، والطين، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، الكمبيوتر اللوحي… أو تسهيل الوصول للمكتبة أو الإنترنت (في حدود المعقول). بما يوفر شروط الإبداع و الإبتكار. و خلال فترة الإنجاز، شجع التعاون بين الطلاب، دون فرضه عليهم، و اسمح لهم بممارسة هواياتهم، و إظهار اهتماماتهم.

3. توظيف التكنولوجيا في خدمة الإبداع

إن محو الأمية التكنولوجية إلى جانب الإبداع، شرطان من الضروري تحقيقهما للنجاح في عالم اليوم؛ و في إطار توظيف التكنولوجيا في خدمة الإبداع، يمكن على سبيل المثال استخدام أدوات جوجل، و فيما يلي بعض الأفكار الإبداعية المبتكرة التي تتناول هذا الموضوع بالتفصيل.

4. إدماج مواد تعليمية غير تقليدية في الصف

هل سبق لك أن رأيت طالبا متحمسا عند قراءتك لنص معين في الكتاب المدرسي؟ ماذا لو اخترت محادثة  TED Talks كدعامة للدرس بدلا من النص؟ أو حتى بودكاست تعليمي ومسلي في نفس الوقت مثل Radiolab وستارتوك Startalk؟ أو كوميديا هادفة​​؟ ماذا لو تم توظيف الفن في الرياضيات؟ لابد أن الأمر سيكون مختلفا، و سيشجع المتعلمين حتما على التعلم و الإبداع.

5. إعادة النظر في بنية الفصل

إن الطرق التقليدية في تنظيم الفصل الدراسي، لا تشجع المتعلمين بتاتا على الإبداع، و هي مناسبة أكثر للطرق التقليدية التي يعتبر فيها المدرس مصدرا للمعرفة و الطلاب مجرد متلقين، أو بالأحرى مجرد أدمغة فارغة يجب شحنها بالمعرفة. هذه الحقيقة تفرض علينا إعادة تنظيم فصولنا الدراسية لتشجع التعلم التعاوني لما له من دورٍ بارزٍ في تنمية مهارات التواصل لدى المتعلّمين، وزرع بذور التعاون، وخلق روح الفريق لديهم.
لكن ومن خلال معاينة تجارب عدة في الفصول الدراسية، تبرز مشكلات كثيرة، تظهر لدى محاولة المعلّم تنفيذ الأنشطة التعاونية، وتشكيل مجموعات العمل، فنجد أنَّ هذه المجموعات تُعيق تقدم بعض الطلبة هذا إن لم يكن غالبيتهم. مما يدفعهم إلى رفض العمل ضمن المجموعة، والتفرُّد بالرأي، والتشاحن، والسعي نحو التنافس بدلاً من التعاون، لكي لا تجد نفسك في هذه الوضعية، نقترح عليك مجموعة من النصائح لتعلم تعاوني فعال يشجع على الإبداع و يرسخه كمهارة لدى المتعلمين.

6. تشجيع المناقشة و الحوار.

إن نشر ثقافة المناقشة الحرة و الحوار الهادف يؤدي إلى إشراك الطلاب في بناء تعلماتهم بدلا من أن يكونوا مجرد متلقين للمعرفة، فالمشاركة و التفاعل مع المواضيع التي تتم مناقشتها داخل الفصل، لها الكثير من الإيجابيات نذكر منها:
  • تعزيز التفكير النقدي لدى المتعلمين.
  • الرفع من القدرة على التواصل، و التعبير عن الأفكار و الآراء الشخصية.
  • التدريب على فن الاستماع لآراء الآخرين و أفكارهم والتعامل بتفكير نقدي معها.
  • إتاحة الفرصة للإطلاع على أفكار الآخرين و تجاربهم و الاستفادة منها.
إن القدرة على إيصال الأفكار بوضوح واحترام من شأنه أن يفيد الطلاب في جميع مجالات حياتهم، و يهيئهم للسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

من الواضح أن إيجاد طرق لدفع طلابك ليكونوا أكثر إبداعا يتطلب أن تتحلى أنت أيضا كمدرس ببعض الإبداع في الجزء الخاص بك من العملية التعليمية التعلمية، لذلك فلابد لنا من مراجعة طرق تدريسنا و نظرتنا للتعليم عامة، في أفق تكوين جيل من الطلاب المبدعين، و المستعدين لمواجهة تحديات المستقبل.