اختر اللغة

البحث

كتاب :المتفوقون : من هم – خصائصهم – كيفية رعايتهم


كتاب :المتفوقون
من هم – خصائصهم – كيفية رعايتهم


تأليف:
أ. خالد عثمان الصباغ




المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأصلي وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعد،،،
فلا أحد ينكر دور التعليم في العصر الذي نعيشه، فالتعليم هو القوة المحركة للمجتمع من حالة السكون والنمو البطيء إلى حالة الحركة السريعة والشاملة في مضمار التقدم والتنمية في الموارد الاقتصادية والبشرية، وهو الطريق الذي يوجه المجتمع والفرد إلى معايشة القرن الحادي والعشرين الذي يتميز عالمه بالتقدم المعلوماتي والعلمي والتكنولوجي السريع والشامل، والذي لم يكن له مثيل من قبل ،كما ويعتبر التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول أمام مخاطر العولمة وسلبياتها، والأداة الأساسية لاستثمار الموارد البشرية التي باتت تمثل العنصر الرئيس للتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
إن المتفوقين ثروةٌ وطنيةٌ غاليةٌ يجبُ أن تحاطَ بكلِ مقوماتِ الرعايةِ والعناية ، فالمتفوقُ يَنظُرُ لما حواليه بوعي ويتطلعُ لمستقبلٍ مشرق ، وهو مع هذا يحتاجُ لمن يُعينُه ويوجهُه ويدفعه لمواصلةِ مسيرته الموفقة حتى يبلغَ مأربَه وينالَ مرادَه ويحققَ آمالَه ، والكلُ يعلمُ أن هذا السراجَ المنير المتدفق إشعاعاً ينيرُ دربَ حياتِه وحياةِ الآخرين ، سيكونُ بتوفيقِ اللهِ عماداً من أعمدةِ هذا الوطنِ الراسخة في ثباتٍ فيجبُ أن نحيطَ المتفوقَ بحُسنِ الرعاية وصدقِ العناية منا جميعاً .
ولقد أكد عدد من التربويين أن تكريم الطلاب المتفوقين من أنجح برامج الرعاية التربوية التي تقدم لشريحة معينة من الطلاب لإشعارهم بتميزهم بين أقرانهم حيث يحتل المتفوقون دائما مكانة متميزة تجعل المجتمع ينظر إليهم نظرة احترام وتقدير.
ولا بد لنا عندما نتعامل مع هذه الفئة ( المتفوقين ) من اتباع الأسس الصحيحة والتي تساهم بشكلٍ جاد في دعم ورعاية ورفع مستوى هذه الفئة و من هنا ظهرت الحاجة الى ظهور البرامج الخاصة بها , في سبيل تحقيق أعلى مستوى ممكن من حيث الاستفادة من طاقات وإمكانيات هؤلاء المتفوقين .

المؤلف








الفصل الأول ( لماذا المتفوقين؟ )
رعاية المتفوقين ضرورة لتقدم الأمة :
تبني الأمم حضارتها بسواعد أبنائها و أفكارهم , فالمادة الخام لبناء أيّةُ حضارة هي الإنسان , وكيف إذا كان هذا الإنسان يتمتع بمزايا عقلية ذات مستوى رفيع , فهو بالتأكيد يشكل كنزاً لابد من استخراجه و استثماره و الاستفادة منه , بدلاً من أن يخسر المجتمع الثروة العقلية التي يمتلكها مثل هؤلاء الأفراد .والتي هو بأمس الحاجة إليها . فالعصر الذي نعيش فيه عصر علم وتقنية ونبوغ معرفي وتقدم مذهل يعتمد في أساسه على تخطي الحواجز وتغير المألوف وإبداع جديد متطور دائماً , وكيف يتسنى ذلك لمجتمعات نامية ؟ إذا لم تلاحق ذلك التغير والتطور, فتقدم الأمم ورقيها مرهون بتقدم فكرها ونتاجها العلمي و التقني.
ومن هنا علينا أن ندرك خطر هدر مثل هذه الطاقات والإمكانات التي تذهب سدى أو يسرقها الآخرون منا , لذلك لابد من الاهتمام بمثل هذه الفئات وتلبية احتياجاتها , فالمتفوقون يحتاجون إلى الرعاية الخاصة , لأن لديهم حاجات تختلف عن حاجات العاديين , فهم يحتاجون إلى تجارب تعليمية وخبرات علمية تتسم بالتحدي لتكون مرضية ومشبعة ومناسبة لحاجاتهم , وهم بحاجة أيضاً إلى التعلم والتحفيز والتشجيع.
فإذا راعينا هذه الأمور فنحن بحاجة لنفجر العبقرية لديهم والتي ستنعكس وبشكل مباشر على المجتمع الذي يوجد فيه هؤلاء المتفوقين , وانطلاقاً من ذلك أصبح الاهتمام باكتشافهم وتهيئة السبل لرعايتهم , والعمل على حسن استثمار طاقاتهم واستعداداتهم ضرورة يفرضها التقدم والتغيرات المتسارعة في مختلف نواحي الحياة.
أهمية التعرف على الأطفال المتفوقين والموهوبين:
1)    جميع نظريات الذكاء تؤكد على أهمية مرحلة التنشئة المبكرة للأطفال بصفة عامة، وللمتفوقين منهم بصفة خاصة؛ حيث يؤدى الاهتمام المبكر بالطفل إلى تنمية القدرات ، كما يؤدى إلى احتمالية أكبر لظهور القدرات الابتكارية.
2)   إمكانية وسهولة التعرف على القدرات والسلوكيات التي تعكس التفوق، تزداد في حالة وجوده بشكل لافت، حيث تكشف الموهبة عن نفسها في مرحلة الطفولة المبكرة.
3)   إن نتائج العديد من البحوث والدراسات انتهت إلى وجود علاقة ارتباطيه دالة وايجابية بين الدافعية المرتفعة في مرحلة الطفولة المبكرة، وتطور القدرات العالية في مرحلة المراهقة.
4)   إن الباحثين يؤكدون على ضرورة الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين مبكرا ، حيث كشفت تجاربهم وبحوثهم عن وجود قدرات غير عادية عند الأطفال تبدأ في الظهور في السنوات الأولى من العمر ، وأن الأطفال يكونوا قادرين على حل أعقد الألغاز، وتذكر أدق التفاصيل لأحداث مروا بها.
5)   إن التربويين يذكرون أن عملية الكشف والتعرف يتعين أن تتم في مرحلة مبكرة؛ فإذا لم تتم بسهولة في مرحلة رياض الأطفال؛ فيجب أن تكون قد ظهرت بوضوح في الصف الثالث الابتدائي.
ويؤكد كل من " عبد السلام عبد الغفار" و " يوسف الشيخ"  إن التعرف المبكر على الأطفال المتفوقين والموهوبين ، يعتبر خطوة مهمة نحو تنمية طاقاتهم والاستفادة من إمكانياتهم ، و أننا إذا لم نتعرف عليهم أو نكتشفهم في وقت مناسب، فإنه يصبح من العسير علينا مواجهة احتياجاتهم، وقد يتعرضون لخبرات تسيء إلى الاستغلال الطبيعي لمواهبهم ؛ فقد نضيع وقتهم داخل حجرة الدراسة من غير جدوى، أو نجعلهم ينتظرون إلى أن يلحق بهم زملاؤهم ، وقد نطلب منهم القيام بواجبات وتدريبات روتينية غير ضرورية، أو نكبت حبهم للاستطلاع والسؤال عن كثير من الأمور المفيدة لهم.
ويذكر " عبد المطلب القريطي" إن الكشف عن الموهوبين والمتفوقين ، وتحديد مدخلاتهم السلوكية يعد الأساس المبدئي لتحديد متطلباتهم واحتياجاتهم التعليمية والنفسية ، ومن ثم وضع البرامج التربوية المناسبة لهم، والمشبعة لمتطلبات نموهم واحتياجاتهم الخاصة، كما أن له أهميته الفائقة في تصنيفهم لأغراض التسكين والدراسة وبحث مشكلاتهم. وأنه يستلزم لإنجاز هذا النوع من الخدمات الخاصة بالفرز والتقييم بالصورة المرجوة؛ ضرورة توفير مجموعة متكاملة من الطرق والأدوات العلمية اللازمة لتحديد مظاهر الموهبة والتفوق لدى النشء والشباب، بالإضافة إلى الاستمرار في متابعتهم وتقييمهم طوال مراحل دراستهم للوقوف بين وقت وآخر على مدى فاعلية ما يقدم لهم من برامج، وما يتعرضون له من خبرات ومدى كفايتها وكفاءتها بالنسبة لنموهم واحتياجاتهم التربوية الخاصة.
 مراحل الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين:
اختلف الباحثون والمتخصصون في مجال التفوق والموهبة في عدد المراحل التي يتعين أن يمر بها الطفل المتفوق أو الموهوب حتى يتم الكشف عنه والتعرف عليه تمهيدا لإلحاقه بالبرنامج التربوي الخاص الذي يلبي احتياجاته. ومن وجهة نظرنا-أن هذا الاختلاف لن يؤثر على طبيعة عملية التعرف في حد ذاتها ، لأن الهدف النهائي منها هو الوصول إلى طفل لديه القابلية لأن يكون متفوقا أو موهوبا ، وهو طفل يظهر سلوكا في المجالات العقلية المعرفية يفوق فيها كثير من أقرانه؛ مما يستدعي تدخلا تربويا لإثراء و تنمية هذه القدرات والوصول بالطفل في نهاية المطاف إلى تحقيق أقصي حد ممكن تسمح به طاقاته وقدراته.
مراحل التعرف على الأطفال المتفوقين والموهوبين.
المرحلة الأولى: مرحلة الاستقصاء أو مرحلة الترشيح والتصفية
حيث تبدأ عملية الكشف عن الأطفال المتفوقين والموهوبين بالإعلان عن بدء مرحلة الترشيح. وتهدف هذه المرحلة إلى تجميع عدد المرشحين في وعاء يطلق عليه " وعاء الموهبة " وهم الأطفال الذين تم ترشيحهم من قبل أولياء الأمور والمعلمين على أمل أن يجتازوا المحكات المقررة  للاختيار والالتحاق ببرنامج خاص على مستوى المدرسة أو المنطقة التعليمية أو الدولة.
ولاشك في أن عملية الترشيح عادة ما تستند إلى أسس أو شروط تختلف من برنامج إلى آخر، ويتم تحديدها من قبل إدارة البرنامج لتيسير مهمة المعلمين وأولياء الأمور في اتخاذ قرارات ترشيح مستنيرة . ويرى بعض المهتمين بالمجال والباحثين فيه أنه لا يجوز ترك عملية الترشيح دون تقنين للمعلمين لأنهم -كما تشير الدراسات التي تناولت طرق اختيار المعلمين للمتفوقين والموهوبين -يميلون إلى ترشيح الأطفال الذين يتمتعون بصفات تروق لهم كالطاعة ؛ والتعاون، والنظافة، والترتيب، والتمتع بالحالة الصحية الجيدة، وغير ذلك من صفات تعكس توافقهم مع روتين الفصل المدرسي، وتعليمات المدرسة. وأما الأطفال الذين يوصفون عادة بأنهم يثيرون المتاعب أو المشكلات،  فلا يميل المعلمون إلى ترشيحهم ، على الرغم من وجود احتمالات قوية أن يكون هؤلاء الأطفال من المتفوقين والموهوبين. ومع أن المعلمين هم الأقرب لأطفالهم وتلاميذهم وهم الأكثر معرفة بجوانب قوتهم ونواحي ضعفهم بحكم تواصلهم الدائم بهم، إلا أن النسب المئوية لدقتهم وفاعليتهم في ترشيح الأطفال المتفوقين لم تتجاوز الـــ 50% أي أنهم يتسببون في عدم ترشيح نصف عدد الطلاب المؤهلين للالتحاق ببرامج المتفوقين والموهوبين.
 المرحلة الثانية: مرحلة تطبيق الاختبارات والمقاييس
تهدف هذه المرحلة إلى جمع المزيد من المعلومات الإضافية والبيانات الموضوعية عن طريق نتائج الاختبارات المتاحة للقائمين على برنامج تعليم المتفوقين والموهوبين من أجل مساعدتهم في اتخاذ قرارات سليمة يمكن تبريرها . ومن الناحية العملية فإن هذه المرحلة هدفها تقليص عدد الأطفال الذين تم ترشيحهم في المرحلة الأولى بنسبة معينة ، هذه النسبة تختلف بطبيعة الحال من برنامج إلى آخر ، وذلك في ضوء أعداد الأطفال المرشحين، والعدد الأقصى الذي يمكن قبوله منهم.
 المرحلة الثالثة: مرحلة الاختيار
بعد اجتياز الأطفال المتفوقين لمرحلة الترشيح والتصفية كمرحلة أولى من مراحل الكشف والتعرف وبعد اجتيازهم مرحلة تطبيق الاختبارات والمقاييس كمرحلة ثانية من مراحل الكشف والتعرف، أصبح لهؤلاء الأطفال بيانات تم تجميعها وسوف تتم معالجتها - بطبيعة الحال - بطريقة علمية ملائمة على أن تستخرج- لكل واحد منهم- درجة كلية. وفي ضوء هذه الدرجات المتجمعة يتم إدراج أسمائهم في قائمة مرتبة في ضوء درجاتهم الكلية الإجمالية. ويتولى القائمون على برنامج تعليم المتفوقين اختيار العدد المطلوب من القائمة في ضوء ترتيب الدرجات . وقد تشكل لجنة خاصة للقيام بهذه الخطوة يكون من بين مهامها إجراء مقابلات شخصية للأطفال تمهيدا لاتخاذ قرارات نهائية لعملية الاختيار. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه النوعية من المقابلات-أعني المقابلات الشخصية وبالرغم من ضعف قدرتها على التنبؤ بنجاح الطفل في البرنامج، فإنها قد تعطى درجة تحسب لأغراض ترجيح كفة الطفل في أمر قبوله في البرنامج من عدمه.













الفصل الثاني ( المتفوقون – من هم؟ )
خصائص المتفوقين والموهوبين:
أولاً:  الخصائص الجسمية:
1) أكثر وزناً عند الولادة.
2) ظهور الأسنان لديهم في وقت مبكر.
3) تفوقهم على أقرانهم في النطق والكلام في أعمار مبكرة.
4) تفوقهم على أقرانهم في المشي المبكر.
5) زيادة في الطول وقوة البنية في مرحلة الطفولة.
6) يصلون إلى مرحلة البلوغ في عمر أصغر من العاديين.
7) مستوى عالي من اللياقة والقوة البدنية.
8) يتميزون بقسط وافر من الحيوية والنشاط خلال مراحل نموهم.
9) الصحة الجيدة والطاقة العالية لممارسة الألعاب الرياضية والأعمال اليدوية.
10) ندرة الأمراض لديهم وتقل بينهم الأمراض المعدية والضعف العام والإصابات وسوء التغذية.
11)  تقل بينهم العيوب الحسية والأمراض العصابية مقارنة بالأطفال العاديين.
12)  فترة النوم والاسترخاء تطول لديهم مقارنة بالعاديين وتستمر معهم إلى مراحل الرشد.
13)  قد تظهر زيادة في الوزن لدى البعض من الموهوبين أو المتفوقين وذلك نتيجة للانهماك في العمل الفكري والابتعاد عن الأنشطة الرياضية, فتظهر لديهم زيادة في الوزن تتراوح بين اثنين إلى ثلاثة كيلوجرامات عن أقرانهم العاديين.
14)  الخلو من عيوب النطق والكلام, ويظهر لديهم تقدم في نمو العظام.
15)  طول ووزن أكبر خلال فترة المراهقة وقدرة حركية عالية السرعة.
16)  يتميزون بتنفس سليم ونادراً ما تظهر لديهم حالة صداع.
وكما أشارت الدراسات أن التكوين الجسماني والصحي للمتـفـوقين عقـلياً أفـضل مـن التكـوين الجـسـماني والصحي للعـاديين من حيث الطول والوزن والخلو من الأمراض والإعاقات والقصور الحسي. ولا يعني أن الأطفال أو الأشخاص من ذوي الإعاقات لا يتميزون بالذكاء والموهبة, فإن أصحاب الإعاقات الحسية والحركية لديهم مواهب أيضاً فعلى سبيل المثال المفكرة والكاتبة هيلين كيلر على الرغم من أنها صماء وعمياء ولديها شلل إلا أنها اشتهرت من خلال أفكارها وكـتاباتها بمساعدة المربية المرافقة لها. وكذلك فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي الأسبق فقد كان مصاباً بشلل الأطفال ولكن لم يمنعه ذلك من القيام بأعباء الرئاسة الأمريكية. ولهذا يجب التنويه هنا على أن التفوق العقلي المصاحب للبنية الجسمية السليمة والصحة العامة قد لا ينطبق على كل طفل متفوق أو موهوب
ثانياً: الخصائص العقلية:
1.   النمو العقلي:
إن النمو العقلي للمتفوقين والموهوبين الصفة الهامة السائدة و الأساسية التي من خلالها يتم التعرف عليهم, والذكاء هو نتيجة للتفاعل بين العوامل الوراثية والبيئة. وإن الشكل الأساسي لتنظيم العمليات العقلية يتكون منذ الولادة, فعند ولادة الطفل, فإن دماغه يحتوي على عدد من الخلايا تتراوح بين ( 100 ) إلى ( 200 ) بليون خلية دماغية، وخلال مراحل النمو فإن تلك الخلايا تتطور وتنمو وتصبح أكثر تميزاً وتفرداً, ويؤكد العلماء أنه بقدر استخدام تلك الخلايا ووضعها موضع التطبيق بقدر ما تميز الفرد بقدرة ذهنية متفردة, ولكن للأسف إن ( 5% ) فقط من القدرة للخلايا الدماغية المتعددة الموجودة لدينا يتم استخدامها في مختلف مناشط الحياة. ولهذا فإن القدرة الذهنية لتعتبر من أهم الخصائص التي ينبـغي رعايتها والاهتمام بها والنـظر إليـها فـي عملية التخطيط للبرامج والأساليب التعليمية. إن ما يميز الطفل المتفوق أو الموهوب هو المستوى العالي للقدرة العقلية وتعدد المواهب. حيث يبدو أسرع في نموه العقلي من الأطفال العاديين بمعدل ( 1.3 ) مقارنة بالنمو العقلي للطفل العادي وهو الواحد الصحيح, فالنمو العقلي للطفل المتفوق والموهوب يتعدى ويفوق عمره الزمني, بينما العمر العقلي للطفل العادي يساوي في نموه عمره الزمني, هذا يتمثل في نسبة الذكاء للمتفوقين عقلياً. وهناك اتفاق أن ( 130 ) درجة ذكاء، بانحرافين معياريين فوق المتوسط هو الحد المناسب لتحديد بداية التفوق العقلي, وهو الحد الفاصل بين المتفوقين عقلياً وبين الشخص العادي على إحدى الاختبارات اللفظية الفردية. وقد أكد تيرمان واودين( 1947م ) من خلال دراستهم لعينة من المتفوقين والموهوبين أن تفوق هؤلاء الموهوبين قد يستمر لمراحل متقدمة وقد يحتفظون بتفوقهم لسنوات طويلة حيث أنهم التحقوا بالدراسة الجامعية وتفوقوا فيها, وأكدت الدراسة أن هؤلاء المتفوقين والموهوبين قد يظهر البعض منهم تفوقاً في المواد والموضوعات التي تتطلب تفكيراً مجرداً أكثر من الموضوعات التي تعتمد على النواحي العملية ولهذا قد تختلف درجة إجادتهم من مادة لأخرى مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي وقد يظهر البعض منهم تفوقاً في الحساب واللغة أكثر من المواد الأخرى.
2.   القدرة على فهم واكتساب اللغة:
إن الطفل المتفوق والموهوب يتميز بتعلم اللغة وفهمها, حيث تعتبر من الخصائص الدالة على التفوق والموهبة في وقت مبكر من عمر الطفل ومن الخصائص الأولوية في الظهور والتي تتضح في النمو السريع في اكتساب اللغة, فيظهر لديهم التعبير اللفظي لتفسير ما يدور حولهم, فتصبح لديهم من الكلمات والمفردات مما يساعدهم على إجراء العمليات الذهنية المجردة وتكوين مفاهيم أخرى معقدة, ومعالجة الموضوعات وحل المشكلات, وتكوين بناء معرفي يساعدهم على فهم العلاقات والترابطات للموضوعات المتعددة. وقد أشار جاكسون ( Jackson,1988 ), أن الأطفال المتفوقين والموهوبين يبدؤون الحديث في مرحلة عمرية مبكرة مقارنة بالأطفال العاديين, ويمكن أن يتعلموا اللغة بأنفسهم من خلال الاتصال والاحتكاك بالبيئة المحيطة بهم وتتضح مهاراتهم اللغوية من خلال الاستيعاب والفهم لمفردات متعددة وضرورية, ولديهم القدرة على تمييز الفروق الدقيقة في اللغة وخاصة المفردات التي تتسم بالمعاني المعقدة مستخدمين ألفاظاً وكلمات غير متـداولة في فئتهم العمرية, ولديهم القدرة على التحكم وبشكل دقيق في مفردات اللغة, فهم يتميزون بنوعية الألفاظ التي يختارونها ويستخدمونها, ومعدل النمو اللغوي لديهم أكبر من أقرانهم من العاديـين, مما يمكـنهم من التعـبير عن أفكـارهم والتوسع في محادثاتهم ومناقشاتهم, ومن خلال طلاقتهم اللغوية, وتظهر قبل التحاقهم بالمدرسة, والبعض من هؤلاء المتفوقين والموهوبين الصغار قد يطلبون المساعدة من آبائهم وأمهاتهم لتتبع الكلمات لقراءتها في الصحف والمجلات التي يطلعون عليها ويقومون بمحاولات مبدئية من طرفهم لتهجئة الحروف والكلمات. وبما أن معدل النمو اللغوي لديهم أكـبر من أقرانهم العاديين, لذا فهم أقدر على استخـدام الكلمات وتكوين الجمـل وتحليلها, ولديهم اهتمام بمعرفة المزيد من الكلمات وخاصة النادرة, مما يدفعهم إلى إنشاء قوائم وتصنيفات للجمل والكلمات واستخدامها في جمع المعلومات, فهم باستمرار في حالة تصحيح للمعلومات والبيانات التي تعلموها واكتسبوها مما يزيد من خصوصيتهم اللغوية ويجعلهم يتميزون بطلاقة لغوية وفكرية تفوق أقرانهم ، ويذكر تيرمان  أن كمية القراءة للطلبة المتفوقين والموهوبين تتضاعف في الأعمار الثامنة والتاسعة عن أقرانهم العاديين, ولكن تبدأ بالتناقص في مرحلة المراهقة ومن ثم تعود في مرحلة الرشد أكثر كثافة وعمقاً وانتقاء. وهؤلاء الصغار من المتفوقين والموهوبين يجدون في القراءة متعة وخبرة تتحدى عقولهم وتشبع رغباتهم للقيام بمتطلبات العمليات العقلية المتنوعة والتي تعـتمد عـلى تلك المعلومات والبيانات المستقاة من قراءاتهـم المتـنوعة. فهي تساعـدهم على زيادة طلاقتهم اللغوية ومعرفة المزيد من المفردات اللفظية كما يجعلهم أكثر مقدرة عن التعبير عن أنفسهم وعن الأشياء من حولهم وإيجاد العلاقـات بـين مخـتلـف المواضـيع التي تشغل تفكـيرهم. فالقراءة تساعدهم على الفهم السريع وتكوين ارتباطات منطقية. وهؤلاء الصغار من المتفوقين والموهوبين يستمتعون بما يقرؤون, ويقرؤون بسرعة عالية والذاكرة القوية لديهم تساعدهم على الاحتفاظ بما قرؤوه بالقيام بالأعمال الذهنية الصعبة وقد أشار تيرمان في دراسته أن هؤلاء الأطفال من المتفوقين والموهوبين لديهم قدرة فائقة في سرعة القراءة مما يساعدهم في النمو اللغوي ويكسبهم محصولاً لغوياً نتيجة لما يتميزون به من مهارة عالية في القراءة وأن مستواهم في القراءة يفوق أقرانهم بسنتين إلى أربع سنوات وهم يفضلون قراءة الموضوعات التي تتطلب تفكيراً مجرداً ومعقداً على الموضوعات العملية المعتادة.
3.   القدرة التذكرية:
إن الأطفال المتفوقين والموهوبين يتميزون بذاكرة قوية وخيال خصب مما يوفر لهم ويساعدهم على إنجاز مختلف العمليات العقلية الصعبة فالذاكرة القوية لدى المتفوق والموهوب تساعده على طرح الأسئلة وفهم العلاقات المتعددة مما يساهم في مساعدته على التعلم السريع والاستخلاص والاستدلال والتوصل إلى النتائج بطريقة سريعة ومتقنة، وهذا يتطلب من المعلم التدخل المدروس وذلك لمساعدة المتفوق والموهوب على تحليل تلك العملية التي قام بها والخطوات التي مر بها خلال مرحلة التفكير السريع. فقدرته على الفهم والإدراك السريع تستند على ذاكرة قوية منظمة. فهو في حالة دائمة من المعرفة للأسباب والأحداث والمواقف, أفكاره متسلسلة ومنظمة ويسهل صياغتها، ولدى المتفوق والموهوب طاقة عالية لاستقصاء الحقائق من البيئة المحيطة وتخزينها بشكل منظم ودقيق، لديه عدد من الطرق والخطط الإستراتيجية لمعالجة تلك البيانات المخزونة في الذاكرة ويعود ذلك لكيفية الترميز للمعلومات وتجهيزها وتنظيمها وطريقة استدعائها سواء من الذاكرة طويلة أو قصيرة المدى.
4.   القدرة على التفكير الاستنتاجي :
أظهرت الدراسات أن للطفل المتفوق والموهوب قدرة على التحليل المنطقي السريع والقدرة على التقاط الإشارات غير اللفظية والتوصل من خلالها إلى استنتاجات للمعاني والموضوعات التي يتم فهمها من خلال تحليلها, وهو لا يقبل المسلمات المتعارف عليها، ولكن هو في حالة دائمة لتحليل ما يصل إليه من معلومات وإيجاد ارتباطات غير تقليدية بين عناصر المعرفة, وإيجاد علاقة بين الأفكار والحقائق التي تبدو غريبة وغير مترابطة ولهذا نرى الطفل المتفوق والموهوب كثير الأسئلة والاستفسار عن الأسباب وراء كل حادثة أو سلوك, فقدرته على التفكير المنطقي التحليلي تدفعه دائماً إلى ربط وتحليل المعلومات المستقاة من الأسئلة المتعددة ومحاولة إيجاد تفسيرات للمواضيع التي يسأل عنها وأن تكون مقنعة عند إجراء عملية التفكير التقويمي عليها.
5.   القدرة على التفكير الاستدلالي:
يتميز المتفوق والموهوب بقدرة على الاستدلال وفهم وإدراك العلاقات, حيث يضع القوانين والقواعد والتي تتطلب تفكيراً استدلالياً قائماً على الاستنباط وصياغة المفاهيم والتجريد والربط لمختلف العناصر والأفكار, والقدرة على اكتشاف القاعدة والاستقراء للتكوينات والارتباطات الصعبة والخفية وإيجاد وتكوين علاقات جديدة, قد تبدو متناقضة في بداية الأمر ويساعده في ذلك السرعة في التفكير وفهم العلاقات والارتباطات ولهذا نجد بعض الطلبة من المتفوقين والموهوبين يطرحون بعض الأسئلة أثناء شرح الدرس, ولا يتلقون الإجابة عليها مباشرة من المعلم ولكن بعد المضي في الدرس والانتهاء منه يستوعب المعلم سؤال الطالب فيجيب عنه ولكن يكون الجواب على سؤاله جاء متأخراً, ولن يستفيد منه الطالب بالشكل المطلوب وذلك لأن العملية الذهنية والقائمة على الاستدلال التي أراد لها تلك المعلومات قد تبدلت وجاءت عمليات أخرى متسارعة, فهو يتميز بالسرعة في معالجة المعلومات والتسلسل والتعقيد في صياغتها وتركيبها.
6.   القدرة الحسابية العددية:
يظهر لدى الطفل المتفوق والموهوب وفي سن مبكرة القدرة على التعـامل مع الأرقـام والأعـداد, فيبدأ العدَّ رياضياً بأجزاء العشرات, وإجراء العمليات الحسابية مثل الطرح والجمع واستخدام الأرقام التي تتكون من عددين وهو تقريباً في عمر السنتين, فيظهر لديه الميل إلى الأشياء التي يستخدم فيها الأرقام والعدَّ, وربط الأرقام مع بعضها, واستخدام الاستدلال الحسابي. ويبدأ يشكل في ذهنه معلومات ومفاهيم للأعداد والأرقام, وكيفية التعامل معها, ويكون لديه طرق لإجراء العمليات الحسابية خاصة به لا يعرفها الآخرون للوصول إلى نتيجة من عملية الجمع أو الطرح وإيجاد الحلول السريعة, وقد يتوصل إلى الإجابة السريعة والصحيحة بدون معرفة الطريقة التي توصل بها إلى تلك الإجابة. وقد تحول بعض الجوانب من تزامن القدرة الذهنية والحركية وذلك بسبب تفوق نمو الجانب العقلي على النواحي الجسدية, فقد لا يتمكن من الإمساك بالقلم وكتابة الأرقام بطريقة سليمة في عمر مبكر لعدم مواكبة النمو الحركي للنمو الذهني ووجود التفاوت بين التآزر الحركي والبصري.
7.   القدرة على التفكير الإبداعي:
يتميز هؤلاء المتفوقين والموهوبين بالتفكير المبدع وإيجاد الارتباطات بين الأفكار والأشياء والمواقف بطريقة جديدة, وطرح العديد من الاحتمالات والنتائج والأفكار ذات الصلة واستخدام البدائل والطرق المختلفة لحل المشكلات, فهم يتميزون بطلاقة في الأفكار وتعددها وحل المشكلات بطريقة غير مألوفة, فهم يوجدون أفكاراً واستجابات متعددة وجديدة. وتظهر عليهم القدرة على تقييم ونقد تلك الأفكار وإيجاد أوجه القصور والنقص من خلال استخدام النقد البناء الموضوعي القائم على التحليل لمواجهة المواقف المختلفة.
ثالثاً: الخصائص غير المعرفية:
إن السمات أو الخصائص غير المعرفية ليست ذات طبيعة معرفية ذهنية وهي تشمل كل ماله علاقة بالجوانب الشخصية العاطفية والاجتماعية والانفعالية ولا يمكننا الفصل بين العوامل المعرفية العقلية والانفعالية أو فصل التفكير عن النواحي العاطفية والشخصية. وجاء الفصل لهذه المتغيرات بهدف دراستها وتحليلها ومعرفة الثغرات التي قد تحدث نتيجة إغفال إحدى الجوانب من هذه المتغيرات عن الجانب الآخر. إن تقدم الطفل المتفوق والموهوب في الجوانب العقلية والمعرفية لا يعني تفوقه في الجوانب الانفعالية والاجتماعية، فهما قد لا يسيران في نموهما جنباً إلى جنب, مما يستدعي مراعاة ذلك عند التعامل مع هؤلاء المتفوقين والموهوبين. ولقد تعددت الدراسات التي تنـاولـت الخـصائـص والسـمـات الشخـصيـة الانفعـالـية والاجـتماعية للمتفوقين والموهوبين منها ما جاءت نتائجها عن طريق أبحاث ودراسات طولية تتبعيه امتدت لعدة سنوات ومنها ما اعتمدت نتائجها على دراسات وأبحاث وصفية.
لابد من مراعاة أنه ليس من الضروري أن تنطبق هذه الخصائص والسمات على كل المتفوقين والموهوبين فقد تختلف لديهم نتيجة للعوامل الثقافية والتربوية والتعليمية التي يتم تربيتهم في محيطها. ومن أهم الخصائص غير المعرفية الآتي:
1)   الثقة بالنفس:
إن هؤلاء المتفوقين والموهوبين يتميزون بقدر عالٍ من الاعتزاز بالنفس والثقة بالأعمال التي يقومون بها بدون تردد ويظهـر ذلـك من خلال الإصرار والمثابرة عـلى الانتهاء من الأعمال بدون أن يتعرضوا للإحباط أو التراجع, فإن لديهم إرادة قوية مع ضبط النفس وهم يبادرون بالأعمال وبذل الجهد وطرح حلول للمشاكل والمواقف والتي يعتبرها الآخرون تدخلاً ويصفونها بالتحدي من قبل هؤلاء المتفوقين والموهوبين وعدم امتثالهم وخضوعهم للأوامر والتعليمات, ولكن هؤلاء المتفوقين والموهوبين يصفون سلوكهم أنه يبحث عن الموضوعية والأمانة والعدل والإخلاص في العمل وليس انتهاكاً أو تعدياً على صلاحيات الآخرين. إن المستوى العالي بالثقة في النفس تدفع المتفوق والموهوب إلى الاستقلال بأفكاره ومفاهيمه وأعماله, ويشعر أنه من يتخذ القرارات وخاصة المتعلقة بحياته
2)   الشعور بالمسؤولية:
وهؤلاء المتفوقون والموهوبون أهل للثقة والاعتماد عليهم, فتظهر لديهم المقدرة على تحمل المسؤولية والمخاطر المترتبة عليها, وتحمل المواقف الغامضة, والاستمرار في المهام الملقاة على عاتقهم والإصرار على إنهائها وحل المشاكل المرتبطة بها. ولديهم إرادة قوية لا تحبط بسهولة, ويملكون القدرة على تحمل النقد من الآخرين دون أن يشعروا بالغضب أو الإحباط. لدى هؤلاء المتفوقين والموهوبين شعور عالٍ بالانضباط والإحساس بالمسؤولية مما ينعكس على تصرفاتهم والقيام بالأعمال المنوطة بهم دون متابعة أو مراقبة من حولهم من آباء وأمهات ومعلمين. إن الشعور بالمسؤولية يشكل عاملاً هاماً وضرورياً لتحقيق النجاحات والتفوق للموهوب في حياته المستقبلية. وفي حالة الإخفاق أو عدم تحقيق النجاح المطلوب فإنه يعزو ذلك الإخفاق إلى العوامل الداخلية الخاصة به ويلوم تقصيره من بذل المجهود المطلوب لتحقيق النجاح, ولا يلجأ إلى لوم الأخرين من معلمين وآباء وأمهات في حالة إخفاقه أو يعزو فشله إلى صعوبة المادة العلمية. وهذا بالطبع ناتج من شعوره بالمسؤولية والانضباط والتحكم تجاه ما يقوم به من أعمال وإنجازات, وهو بعكس الطفل الأقل منه ذكاءً وموهبةً فإنه لا يشعر بالمسؤولية تجاه إخفاقاته وفشله ولا يعتمد على الانضباط الداخلي ولكن دائماً هو تابع للأوامر والتعليمات من قبل المحيطين به فهو يعتمد في انضباطه على العـوامل الخارجية, وفـي حـالة الفـشل فإنه يعـزو ذلـك الإخفاق والفشل الذي حصل له إلى المحيطين به, فهو لا يشعر بالمسؤولية تجاه تصرفاته وتحمل مسؤوليتها
3)   القيادة:
نظراً لما يمتلكه المتفوقون والموهوبون من قدرات مثل القدرة على التعبير وحل المشكلات ولما يتميزون به من ثبات انفعالي وثقة عالية بالنفس والنظرة الثاقبة والبعيدة للأمور والشعور بالمسؤولية والاستقلالية فيما يطرحونه من آراء وأفكار, مما يـؤدي إلى امتلاك القـدرة في التأثـير عـلى الآخـرين, والقدرة على إقناعهم وتوجيههم وقيادتهم.
4)   الدافعية:
وجود الدافعية لدى الفرد يدفعه إلى البحث والاستمرار في اكتساب المعرفة والإصرار للوصول إلى مزيد من الإنجاز وتحقيق التفوق سواء كان على مستوى التحصيل الدراسي في المواد الأكاديمية كلها أو بعضها أو التفـوق في أحـد المـواهب بحيث يتميز بها عن أقرانه سواء كانت علمية أو أدبية أو فنية أو حركية أو الوصول إلى اكتشاف أو اختراع معين, بحيث تكون سمة الدافعية والمثابرة والاستمرارية خلف ذلك الإنجاز والتفوق.
5)   الاستقرار النفسي:
إن الأشخاص المتفوقين والموهوبين مثلهم مثل غيرهم من العاديين يوجد لديهم مشاعر تجعلهم عينة غير متجانسة في النواحي الانفعالية والنفسية, لكن معظم الدراسات والأبحاث أكدت أن هؤلاء المتفوقين والموهوبين يتمتع أغلبهم بالسعادة والرضا والاطمئنان وهم أكثر ثباتاً من الناحية النفسية واستقراراً إذا ما توفرت لهم الظروف البيئية المناسبة ولم يكن هناك عوامل خارجية تؤثر على سلامتهم النفسية الداخلية, كوجود ضغوط أو تطفل خارجي يحرمهم من استقرارهم النفسي والعاطفي, فهؤلاء المتفوقين والموهوبين يتصفون بالنضج الانفعالي وضبط النفس ولديهم صحة نفسية تفوق أقرانهم العاديين, وهم ينسجمون مع التغيرات المحيطة بهم بسرعة ولديهم اتزان انفعالي وهدوء نفسي يدفعهم إلى معالجة المشكلات بشكل أفضل بدون الشعور بالاضطراب أو الارتباك.
6)   التكيف الاجتماعي:
         إن ما يتميز به المتفوقون والموهوبون من مستوى عالٍ من القدرة الذهنية, يكـون عـاملاً هـاماً مساهـماً في التوافـق الاجـتـماعي وتحقيق التكيف للفرد. فبناءً على بعض الدراسات في هذا المجال فإن المتفوقين والموهوبين أكثر اندماجاً في الجماعة وانقياداً للمعايير, فتظهر لديهم روح الصداقة, والميل للتعاون والانتماء والشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
7)   الحس بالدعابة والنكتة:
إن الإحساس بالفكاهة وروح الدعابة هي السمة العفوية الطبيعية التي تظهر لدى بعض المتفوقين والموهوبين وبشكل تلقائي, وهي نتيجة لقدرتهم المتميزة ولتفكيرهم السريع ولثقتهم العالية بأنفسهم وتعدد خبراتهم خلال حياتهم اليومية, ولقدرتهم التحليلية للمعلومات وربطها معاً مما يجعلها تأخذ طابع الغرابة في الصياغة والجدة مما يثير الضحك, فالقدرة العقلية المرتفعة للمتفوق والموهوب تساعد على إدراك مفارقات الحياة المتعددة وإدراك تناقضاتها وعدم انسجامها مما يستدعي التلاعب بتلك الأفكار والمتناقضات وتحويلها إلى موضوعات للنكتة
8)   الحساسية الزائدة:
أشارت الأبحاث أن بعض المتفوقين والموهوبين قد يظهرون حساسية مفرطة تجاه ما يدور حولهم سواء على المستوى الأسري أو المدرسي أو على المستوى الاجتماعي. ونظراً لحساسيتهم المفرطة, فإنه يمكن استثارتهم بشكل سريع وبسهولة خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة وهم قد يشعرون بالتذبذب في المشاعر في مواقف عادية قد تحصل للطلبة الآخرين, فتظهر لديهم حدة في الانفعال قد لا يستوجبها الموقف, وقد يحصل الانسحاب من بعض المواقف خوف التأثر أو جرح مشاعر الآخرين فهم يمتلكون حساسية مرهفة تجاه مشاعر الآخرين. وقد تطرأ عليهم مشاعر متناقضة من الحب والكراهية.
9)   السمو الأخلاقي:
يعتبر الرقي الأخلاقي والترفع عن صغائر الأمور من السمات المرافقة للتفوق العقلي والموهبة, فالعلاقة إيجابية بينهما, حيث أكدت الأبحاث أن الطلبة الأكثر تفوقاً من الناحية العلمية والأدبية يبدون أقل تمركزاً حول الذات, ويتميزون بأخلاق عالية, ويتمسكون بالمثل العليا وتحكيم الضمير ولديهم الإدراك الواعي لمفهوم العدالة وتحكيم الضمير وتعلقهم بمفاهيم مثل الإنصاف والأمانة والإخلاص والانتماء والوطنية, وعدم الغش, وهم منشغلون بمختلف القضايا والمشكلات فلديهم الإحساس المرهف للجمال والكون, ولديهم شعور عميق بالوجود والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والقضايا المتعلقة بالبيئة كالتلوث البيئي ورعاية الفقراء والمسنين, فهم يطورون منظومة من القيم والمثل والأخلاق واستيعابها خلال مراحل نموهم, وبالتالي تكون مرجعية يقيمون أنفسهم والآخرين في ضوئها، بناء على قائمة من الخصائص والسمات. وهم يظهرون تقدماً واضحاً من الناحية الأخلاقية أكبر من سنهم بأربع سنوات تقريباً, ولديهم منذ الطفولة المبكرة الإحساس بمشاعر الآخرين وشعور عميق بالإنـصـاف والمـساعـدة وإزالـة الظـلـم لتمـيـزهم بإحـساس متقـدم للعـدالة والحـياديـة والموضوعية. ولديهم قدر عالٍ من التسامح والصبر والتحمل, وهم لا يميلون إلى التباهي بما حققوه من إنجازات خلال مراحل دراستهم أو عملهم أو حياتهم, وتظهر لدى هؤلاء المتفوقين والموهوبين أحلام اليقظة, ويتميزون بخيال واسع ولديهم أصدقاء خياليون يلعبون معهم ويحادثونهم. ونتيجة لوجود هذه الخصائص والسمات لدى هؤلاء المتفوقين والموهوبين ظهر على مستوى الأبحاث والدراسات العلمية عدة مصطلحات ومفاهيم مثل الموهبة والأخلاق, والحكم الأخلاقي وغيرها من المفاهيم.
10)                     الكمالية:
يميل بعض المتفوقون والموهوبون إلى تحقيق صفة الكمال حيث يضعون معايير عـالية لكـل تصرفـاتهم وعـلاقـاتهـم فـلديهـم التفكـير دائماً بالوصول إلى مرتبة الكمال والإتقان للأشياء والموضوعات, فهم يفكرون بطريقة الحصول على كل شيء أو لا شيء ويضعون معايير عالية قد تكون في بعض الأحيان غير قابلة للتحقيق أو الوصول إليها أو غير معقولة وهم يسعون بشكل قهري للوصول إلى تحقيق تلك الأهداف المستحيلة فهم يقيمون ذاتهم على أساس الوصول إلى الإنجاز المرتفع. ونتيجة لشعور المتفوق والموهوب بالانضباط والتحكم الداخلي فهم يشعرون بالمسؤولية لتحقيق الأهداف ذات المستوى العالي. والشعور بالإحباط والعجز لعدم تحقيق الكمالية. إذاً هي صفة قد تكون سلبية غير مرغوب بها, وقد تكون معيقة للمتفوق و الموهوب وخاصة إذا رفض كل شيء ما دون الكمالية, فهو يرغب في الحصول على الدرجة الكاملة  في جميع المواد, يريد أن يصل في سلوكياته إلى أعلى تقدير من المعلمين والأهل والزملاء.
فالكمالية تمنع المتفوق والموهوب من الاقتناع بالأعمال التي يقوم بأدائها لأنه يرغب في الأفضل فيقضي معظم وقته في إعادة الموضوع عدة مرات حتى ينتهي الوقت المعطى, وبالتالي لا يستطيع أن يسلم عملاً مكتملاً, فإدارته للوقت وتنظيمه يؤثر عليه عند تقديمه للواجبات المدرسية, وفي الاختبارات المدرسية فهو لا يدير الوقت بالشكل المطلوب مما يدفعه إلى مغادرة قاعة الاختبار وهو يردد أن الوقت لم يكن كافياً ويطلب مزيداً من الوقت على الرغم من أن إجاباته على أسئلة الاختبار تكون أفضل من غيره ولكن مطلب الكمالية قد يعيق اقتناعه بتلك الإجابة, ولهذا فهو يتجنب الأعمال والواجبات المعقدة والصعبة ليس لصعوبتها ولكن خوفا من عدم الـوصـول إلى الكـمالـيـة التي تسـتحـوذ عليه. ومـن عـوامـل تطور هذه الصفة لدى المتفوق والموهوب الأساليب التربوية المتعددة في المـنزل وتشجيع التنافس وزيادة الحـماس حيـث يغرس الآباء الكمالية منـذ الطفولة المبكرة, عند التشجيع على القراءة والكتابة وإجادتها في عمر صغير والطلب من الطفل أن يتقنها, مما يجعل الصغار يتسابقون لتحقيق الكمال فيعيشون في قلق وتوتر والشعور بعدم الرضا منذ وقت مبكر من حياتهم ويكونون في حالة عمل مستمر للحصول على الرضا والقبول من الآخرين, وتأكيد أهمية الحصول على أعلى الدرجات في كل الظروف وفي جميع الأوقات وقد تعزز الكمالية من خلال دفع الوالدين للابن ليصبح مثل أبويه في نجاحهما في مجال معين والحصول على أعلى الدرجات لا تقل عن مستوى معين بالإضافة إلى تأثير المعلمين من خلال الضغوطات التي يحدثونها على الطالب داخل الفصل الدراسي وشدة التنافس غير الصحي مما يدفع الطالب للشعور بالقلق والتوتر
11)                     الميول والاهتمامات:
يظهر كثير من المتفوقين والموهوبين ميولاً واسعة في عدة مجالات, فهم يميلون للموضوعات ذات الطابع المجرد والتفكير المعقد, فهم يميلون إلى قراءة الكتب والمجلات ذات المستوى العالي في مجالات العلوم والأدب والتراجم والشعر والحقائق العلمية والكونية, ويظهرون ميلاً نحو التأليف والتمثيل وكتابة الشعر والرسم وتصميم المشاريع ولديهم ميل نحو التفكير والبحث في مجال الفضاء والكون والكواكب, ومكونات الطبيعة, وهم أقل ميلاً نحو النشاطات الاجتماعية أو العمل بالمواد التي تتطلب الأعمال اليدوية أو استخدام النشاطات العملية. وهم ميالون إلى الألعاب المعقدة التي تعتمد على القوانين والقواعد والتي تتطلب تفكيراً وتعتمد على التحليل لأجزائها وتركيبها ويرغبون أن يشاركهم اهتماماتهم واحد أو اثنان من الأطفال على الأكثر ويكونون أكبر سناً منهم.
مشاكل الموهوبين والمتفوقين :
إن من يطلع على خصائص وسمات المتفوقين والموهوبين و ما يتميزون به من قدرات ومواهب, يعتقد أنهم جميعاً لديهم من القدرة والمهارة ما يؤهلهم ويمكنهم من التعرف على مشاكلهم وإيجاد الحلول لها والتغلب عليها, وتحقيق التكيف مع محيطهم سواء في الأسرة أو المدرسة أو محيط العمل أو في المجتمع ككل. وقد يعتبر البعض أن الإرشاد والتوجيه لهؤلاء المتفوقين والموهوبين لا يشكل ضرورة أو عاملاً هاماً ينبغي مراعاته وذلك لما يتميزون به من قدرات عالية. ولكن الأبحاث والدراسات أثبتت عكس هذه المقولة.
        إن الأطفال المتفوقين والموهوبين منذ اكتشافهم سواء كانوا في الطفولة المبكرة أو خلال مراحل نموهم و دراستهم الأولية وما يليها من مراحل, هم بأمس الحاجة إلى التعرف على مشاكلهم, وانفعالاتهم  وهم أكثر عرضة للمشاكل النفسية والاجتماعية, مما يستدعي حتمية وجود برامج التوجيه والإرشاد, وذلك للتغلب على تلك المشاكل سواء كانت معرفية أو اجتماعية أو نفسية, ناتجة من المحيطين بهؤلاء المتفوقين والموهوبين أو نابعة من صراعاتهم الداخلية
مشكلات المتفوقين والموهوبين:        
1. شعور بعض المتفوقين و الموهوبين بالاضطراب وعدم التوازن نتيجة للتسميات التي يتم إلصاقها بهم. وقد أشار جالاجر  أن هذه التسميات تبث المشاعر المختلطة والمتناقضة من حب وكراهية لدى المتفوقين والموهوبين. وأكد انه بمجرد انتقالهم إلى المرحلة المتوسطة أو الثانوية, وخلال فترة المراهقة فإنهم يرفضون هذه التسمية ولا يرغبون فيها, وهم يتضايقون من الآخرين حين يتم وصفهم بمسميات تدل على السرعة وكثافة المعرفة والرغبة المستمرة في الإطلاع أو نعتهم ببعض المسـمـيات التي تعكـس الاخـتلاف مما قد يدفعهم في بعض الأحيان إلى التسرب من البرامج المعدة للمتفوقين والموهوبين وخاصة في المرحلة الثانوية, كما ظهر تأثير هذه التسمية داخل الأسرة, فـقد أظهرت الأبحاث أن إلصاق هذا النوع من التسميات على المتفوق والموهوب من خلال أفراد الأسرة يؤدي إلى تكيف أقل مقارنة بإخوانهم العاديين في النواحي العاطفية والاجتماعية, وتظهر على هؤلاء المتفوقين والموهوبين بعض المشكلات الانفعالية بشكل واضح عندما يستخدم الأخوة هذه التسميات وأظهرت أبحاث براون وستينبيرج                                           استياء وكراهية الطلبة العاديين نحو الموهوبين وذلك لارتباط هؤلاء المتفوقين والموهوبين بكلمات ومسميات ترتبط بالموهبة أو المواهب أو الذكاء. وهذه الاتجاهات السلبية نحو الموهوبين النابعة من الطلبة العاديين أو من المعلمين أو من الأخوة هي ناتجة عن قصور في الوعي عن ماهية التفوق والموهبة وعدم المعرفة بالخصائص والسمات المرتبطة بها.
2.    شعور بعض المتفوقين والموهوبين بالاختلاف مما يدفعهم لعدم التكيف والشعور بالاستياء وعدم الانسجام. وقد ذكر كل من كورنيل، كالاهان وليود أن هؤلاء المتفوقين والموهوبين لا يتوافقون مع العاديين في قدراتهم العقلية, كما أن العاديين لا ينسجمون مع المتفوقين والموهوبين في النواحي الاجتماعية والشخصية, ولهذا يشعرون بالغربة لاختلاف الاهتمامات والمواهب والخصائص, فقد يظهر عليهم الاهتمام بقضايا ومشكلات عميقة تتعلق بالقيم والأخلاق والعدل ومشكلات الكوارث البيئية, الفقر في العالم, والأطفال في الشوارع, ومشكلات الطلاق, ومشكلات تتعلق بزملائهم في المدرسة ومحاولة مساعدتهم وإنصافهم وإزالة الظـلم عنـهم. وهـذه الاهتـمامـات قد لا يشاركهم أحد من زملائهم العاديين, الذين تكون اهتماماتهم في إشباع جوانب أخرى, ولا يشعرون بأهمية القضايا الأخلاقية, والاهتمام بمفاهيم العدل والمساواة, وحل المشكلات في المجتمع ونتيجة لهذا الاختلاف يتعرض هؤلاء المتفوقون والموهوبون إلى السخرية والمشاعر السلبية, مما يدفعهم إلى الشعور بالوحدة والانعزالية والانطواء لعدم وجود من يشاركهم اهتماماتهم, وقد يكونون في حالة تساؤل مستمر عن هذا الاختلاف وكيف أنهم يختلفون؟ وما سبب عدم الانسجام؟ وقد ذكر كل من ساندا، هاورد وهاملتون أن هؤلاء المتفوقين والموهوبين لا يطورون المهارات والعلاقات الاجتماعية نتيجة لعدم وجود أصدقاء لديهم بالمستوى نفسه لمشاركتهم الاهتمامات والميول والاحتياجات. وبالتالي يشعرون بالوحدة والعزلة. وكلما زاد العمر العقلي ومستوى الذكاء أو الموهبة, كلما اتسعت الهوة أو الفجوة بين هؤلاء المتفوقين والموهوبين وزملائهم العاديين فيصبحون غير مقبولين لا يشعرون بالارتياح والانسجام معهم, مما يؤدي إلى مزيد من الوحدة والانسحاب.
3.    شعور بعض المتفوقين والموهوبين بالملل وعدم الرغبة في متابعة الدروس بالفصل الدراسي, لسهولة تلك الموضوعات والمواد وقصورها في الوصول لمستوى قدراتهم الذهنية, وقد تظهر لديهم بعض السلوكيات غير الملائمة في الفصل كالعدوان والشغب, والإزعاج للآخرين وذلك بسبب عدم مراعاة ما يتميزون به من قدرات, وعدم كفاية المناهج الدراسية لمتطلباتهم وميولهم وحاجاتهم من حب للاستطلاع, واكتشاف للمعلومات. ولعدم إشباع الجوانب العقلية والمعرفية والوجدانية, يفقد المتفوق والموهوب الحماس والتحدي نتيجة للأعمال الروتينية المتكررة المطلوب القيام بها في الفصل فالمنهج الدراسي لا يثير خيالهم ولا يستدعي اهتمامهم و ميولهم لحب الاستطلاع ولا يتحدى قدراتهم، ولا يتم ترك فرصة للطالب المتفوق الموهوب في التعبير عن رأيه وأخذه في الاعتبار, ولا يظهر في الفصل الدراسي التشجيع والاهتمام بالميول والهوايات.
4.    إن ما يشعر به المتفوقون والموهوبون من إحباط لعدم مراعاة خصائصهم الذهنية والانفعالية يؤدي إلى ظهور مشكلة تدني التحصيل الدراسي في بعض أوكل المواد الدراسية لدى بعض المتفوقين والموهوبين وذلك على الرغم مما لديهم من قدرات ومواهب. وهذا التدني في التحصيل يتضح من خلال وجود التفاوت والتباين بين أداء الطالب المرتفع على اختبارات للقدرات العقلية (الذكاء) وإحرازه لدرجة منخفضة في المواد الدراسية. وهذا التدني في التحصيل الدراسي لدى هؤلاء المتفوقين والموهوبين قد يكون عائداً لانخفاض الحافز والدافع لمتابعة الدراسة, وهم يقابلون هذه الأعمال الروتينية والمناهج وطرق التدريس غير الملائمة بالإهمال وعدم الانتباه في الفصل
إن الشعور الداخلي للمتفوق والموهوب إما أن يدفعه إلى التحصيل المرتفع أو العكس. فالمعلم قد يكون أحد العوامل المؤثرة في انخفاض التحصيل الدراسي لدى هؤلاء الطلبة, فقد يقابلون الأسئلة المطروحة منهم بالسخريـة وقد ينعتونهم بصفات تجعل الطلبة الآخرين يضحكون منهم ويجعلهم يشعرون بالإحراج مما قد يدفعهم إلى السلوك السلبي وإلى الإهمال في أداء الواجبات والهروب من المدرسة أو تركها نهائياً وعدم الرغبة في استكمال الدراسة, وفي هذه الحالة فإن الإرشـاد والتوجيه لهـؤلاء المتفوقين والموهوبين سـوف يتجه إلى رفع مستوى ثقته بنفسه وقدراته ومفهوم الذات لديه قبل الاهتمام برفع مستوى التحصيل الدراسي, فيتم العمل على بناء شخصياتهم ومعرفة أوجه الخلل وذلك لإعادة التوازن والاستقرار النفسي  وقد أورد وايتمور  العديد من الخصائص السلبية والإيجابية والتي يمكن أن تظهر على الطلبة المتفوقين والموهوبين المنخفضي التحصيل, وأكد على أهمية متابعة وملاحظة تلك المؤشرات لمساعدة الطلبة المتفوقين والموهوبين من منخفضي التحصيل الدراسي في حالة ظهور عشرة منها فإنه يجب تلقي الإرشاد والتوجيه المطلوب وهي كالآتي:
•      القيام بأداء الواجبات المدرسية بشكل رديء وغير مكتمل.
•      وجود فجوة بين أداء الطالب اللفظي والأداء العملي التطبيقي.
•      القدرة العالية على التذكر وخاصة المفاهيم التي تثير اهتمام المتفوق والموهوب.
•      لديه معلومات عامة واسعة وكثيرة.
•      لديه قدرة تخيلية عالية وإبداعية.
•      لديه أداء منخفض في الاختبارات التحصيلية.
•      عدم الرضا الدائم عن الواجبات والأعمال التي يقوم بها.
•      تجنب الأنشطة الجديدة خوفاً من عدم إتقانها على الوجه الأكمل.
•      كثرة الاهتمامات والخبرات المتنوعة.
•      تقدير الذات المتدني, والرغبة في الانعزال والانسحاب وقد يظهر عليه أسلوب عدواني.
•      الحساسية المفرطة تجاه الآخرين.
•      يضع لنفسه توقعات غير حقيقية وغير واقعية.
•      كراهية الحفظ للمعلومات وإعادتها.
•      كثرة التشتت وقلة الانتباه.
•      عدم القدرة على التركيز وبذل المجهود في المهمة الموكلة إليه.
•      قد يتخذ مواقف معادية للمدرسة والسلطة بشكل عام.
•      رفض المساعدة المقدمة من المعلم وإظهار المقاومة لجهود المعلم.
•      تظهر لديه صعوبة في تكوين الصداقات والعلاقات مع الزملاء.
5.    الشعور بالاضطراب العاطفي والوجداني لدى بعض المتفوقين والموهوبين ووجود المشاعر المتضاربة والمتعارضة نتيجة لتطور الجانب العقلي وتسارعه عن الجانب العاطفي الانفعالي وبالتالي عدم وجود التوازن للنمو العقلي والنمو الانفعالي. وقد أكد باسكا أهمية الاهتمام بهذه الهوة أو الفجوة التي تحدث, وتطور نمو الجانب العقلي الذي يجعله يتفوق في أمور تتعلق بالقدرات العقلية وحل المشكلات وكأنه راشد, بينما هو في الواقع مازال طفلاً يحتاج الاحتضان والحب والحنان والعطف والرعاية والاهتمام. ولهذا يكون هناك توقعاً من المعلمين والآباء والأمهات أن يكون النمو الانفعالي والعاطفي مساوياً للنضج العقلي وليس للعمر الزمني للموهوب. وتتضح هذه المشكلة عند المبالغة في الاستزادة في المعرفة والعلم للطالب المتفوق و الموهوب بدون مراعاة للجوانب العاطفية والنفسية, مثلاً طلب أولياء أمور هؤلاء المتفوقين والموهوبين لاختصار أبنائهم لمراحل الدراسة أو وضع أبنائهم في برامج معينة بدون النظر إلى الظروف المحيطة بتلك البرامج التعليمية ومحاولة معالجتها, فقد يكون التأثير عكسي على المتفوق والموهوب, بسبب عدم التخطيط للجوانب العاطفية والاجتماعية مما قد يـؤثـر عليه سلباً
6.    شعور بعض المتفوقين والموهوبين بالعجز وعدم التوافق نتيجة لوجود تفاوت بين نمو الجوانب العقلية والجسمية, فالطفل المتفوق والموهوب المرتفع الأداء في النواحي الذهنية, كما ذكرنا سابقاً يتفوق عقلياً على زملائه من العاديين بحوالي ( 4- 8 ) سنوات, فيظهر لدي البعض منهم النمو غير المتوازن كالتأخر في نمو المهارات الحركية وخاصة الدقيقة عن المهارات الفكرية, وظهور التفاوت بين المهارات الكتابية والمهارات اللغوية, فتجد الأطفال المتفوقين والموهوبين وفي أعمار مبكرة صعوبة في تزامن حركة أيديهم في الكتابة مع قدراتهم الذهنية المتسارعة. بالإضافة إلى أن نشاطاتهم الاجتماعية قد تتأثر بهذا التفاوت فقد نجدهم دائمي الرغبة في أن يشاركوا من هم أكبر منهم سناً في النشاطات والألـعاب الـريـاضية, هـذه المـشاركـة قـد تحقـق لهم الإشباع في الجانب العقلي والمعرفي, ولكن قد يُجابهون بالرفض من الأطفال العاديين الأكبر سناً والذين يرفضون مشاركتهم لعدم وجود التوافق العضلي والجسدي لدى هؤلاء المتفوقين والموهوبين الصغار ولضعف بنيتهم الجسدية الرياضية والتي لا تفي بمتطلبات الألعاب الرياضية, والقوى العضلية لمن هم أكبر سناً, وهكذا فإن عدم التوافق بين ما يرغب المتفوق والموهوب القيام به وبين قدراته الجسدية يسبب له اضطراباً نفـسياً يمـنعه من تحقـيق التكـيف. وقد تظهر هذه المشكـلة بوضوح لدى الطلبة المتفوقين والموهوبين الملتحقين ببعض برامج التسريع, والذي يتم فيها توزيع الطلبة المتفوقين والموهوبين إلى مستويات أعلى من أقرانهم بحيث يوضعون في فصول أطفال أكبر منهم سناً ونمواً جسمياً بدون خضوع هؤلاء المتفوقين والموهوبين للإرشاد النفسي والاجتماعي
7.    تظهر على بعض المتفوقين والموهوبين مشاعر الغضب, والاستياء من تسلط الآخرين وفـرض الآراء علـيهـم, مما قد يؤدي إلى الشعـور بالقـلـق والتوتر وعدم الرضا، بسبب ضغوط الآخرين من معلمين ومشرفين وآباء وأمهات وزملاء وطلب الانقياد لآرائهم والخضوع لمتطلباتهم التي قد تكون في بعض الأحيان من وجهة نظرهم غير صائبة, فالانقياد والمسايرة الاجتماعية هي من الخصائص المخالفة لسماتهم وصفاتهم ويظهر لدى بعض هؤلاء المتفوقين والموهوبين الاعتداد بالرأي والتشبث به والاستقلالية في طرح أفكارهم وعدم مسايرة الآخرين وذلك بسبب ثقتهم في أنفسهم ومعلوماتهم نتيجة لتفكيرهم التحليلي المعقد, كما تظهر لديهم صعوبة في تقبل النقد نتيجة للثقة العالية بفعالية تفكيرهم ومعلوماتهم ولهذا نرى أنه في بعض الأحيان يظهر لديهم رفض للسلطة وعدم الخضوع للآخرين وقد تحدث خلافات وسوء فهم من قبل المعلمين والآباء والأمهات لخصائص وصفات المتفوقين والموهوبين. وهذه الأحداث والمواقف التي تحدث, تؤثر على نفسية المتفوق والموهوب مما يدفعه إلى مزيد من التوتر والاستياء والغضب مما يستدعي ويتطلب إرشاداً نفسياً واجتماعياً.
8.    شعور بعض المتفوقين و الموهوبين بالحيرة وعدم القدرة على الاختيار الصائب لمجال دراسة أو تخصص معين أو مهنة مرغوبة, وقد أكد كل مـن بـيـرلـي وجـنـشـفـت أن هـؤلاء المتفوقين والموهوبين من أشد الناس حاجة إلى عملية الإرشاد والتوجيه الأكاديمي أو المهني. وبدون هذا الإرشاد, قد يختار تخصصاً دراسياً, أو مجال عمل, قد يضطر إلى تغيره بعد فترة من الزمن قضاها في دراسة ذلـك المجـال أو العمل, والذي وجـد فيه أنه لـم يشبع طموحه ويحقـق رغبـاته. إن صعـوبة الاخـتـيار للمتفوق والموهوب لمجال الدراسة أو المهنة هو راجع لتعدد مواهبه وقدراته. فهو متميز الأداء في مختلف المجالات التي يدرسها نتيجة لارتفاع مستوى ذكائه أو نتيجة لتعدد مواهبه  فالطفل المتفوق والموهوب لديه قدرات متنوعة للنجاح في المجالات المتعـددة. ولو تـم إجـراء قـياس لقـدرات هـؤلاء المتفوقين والموهوبين, نجد أن البعض منهم يحقق درجات عالية في مختلف المجالات, مما يزيد الأمور تعقيداً في عملية الاختيار للدراسة واختيار مجال محدد. فالنجاح والحصول على تقديرات عالية ليس معياراً كافياً للتوجيه الأكاديمي والمهني ولكن يجب مراعاة الميول والرغبات والاهتمامات للطالب. وقد يساهم الأهالي في الضغط على الأبناء في الاختيار الأكاديمي أو الالتحاق بالمهنة التي قد لا يرغبها أبنائهم فمن الممكن أن يحقق هؤلاء المتفوقون والموهوبون نتائج عالية ويتفوقون في تلك المجالات التي تم اختيارها من قبل المحيطين بهم ولكن قد لا تشبع ميولهم ورغباتهم وتحقق طموحهم, إذا هم بحاجة إلى إرشاد و توجيه أكاديمي ومهني يساعدهم في التغلب على المعيقات الداخلية والخارجية وتحقيق النجاح والانسجام والتوافق في المستقبل. إن هؤلاء المتفوقين والموهوبين هم بحاجة إلى تقديم معلومات عن التخصصات والمهن المختلفة, ومساعدتهم على التعرف على المشكلات المحيطة, وتوجيههم في كيفية اختيار التخصص أو المهنة المناسبة. وتوضيح الحاجات العاطفية والنفسية لكل مجال من مجالات العمل أو الدراسة. إذاً الطلبة المتفوقين والموهوبين يحتاجون إلى إرشاد أكاديمي ومهني في وقت مبكر من خلال التعرف على قدراتهم وتوضيح اهتماماتهم وتعريضهم إلى عدد من الاختيارات والإمكانات الأكاديمية والمهنية.
9.    المحاسبة المفرطة والقاسية والدائمة للذات لدى بعض المتفوقين والموهوبين والرغبة المستمرة للوصول إلى المثالية, مما يؤدي إلى تكوين مفهوم الذات غير الواقعي، والارتباط بالمثل العليا و تحقيق الوصول إلى الكمالية. فيظـهر لديـهم الشعور بعدم الرضا من الأعمال التي يقومون بها لرغبتهم في تحقيق الأفضل. فهم في حالة بذل من العمل الشاق المستمر, ويرون أنه لن تتحقق سعادتهم إلا بالوصول إلى ذلك المستوى من الكمال والذي يكون من الصعب الوصول إليه  . وكما هو معروف أنه هناك فرق بين أن يؤدي الشخص أفضل ما يمكن وبين العمل فوق استطاعته, فالرغبة بالوصول إلى الكـمـال الإجباري يسبب اضطراباً نـفـسيـاً وقـلـقـاً وضـغـوطـاً لا تـنـتهـي لـدى المتفوق والـمـوهـوب



الفصل الثالث ( برامج رعاية المتفوقين )
ضرورة توفير تربية خاصة بالمتفوقين:
يجب توفير تربية خاصة بالمتفوقين تختلف عن التربية العامة التي تقدم في المدرسة العادية وذلك للأسباب التالية :
1)   تنظم التربية العامة في المدارس على أساس مستوى الطالب المتوسط من حيث قدراته العقلية . الأمر الذي يحرم المتفوقين من الحصول على ما يتناسب مع إبداعاتهم وقدراتهم التحصيلية في عدد من المواد .
2)   لا تتناسب برامج المدرسة العادية مع الخصائص الشخصية والعقلية للمتفوقين والتي تميزهم عن غيرهم , كالنضج النفسي . وحب الاستطلاع , وقوة الدافع , والمثابرة , وتعدد الميول والاهتمامات , فمن اللازم توفير تربية خاصة لهم تتناسب مع الخصائص النمائية المرتفعة لديهم .
3)   تنظم التربية العامة في المدرسة بما يتناسب ومستوى الأكثرية ( الطلبة المتوسطون ) , من حيث خصائص التعلم لديهم . في حين يرتفع مستوى المتفوقين ارتفاعاً ملحوظاً من حيث خصائصهم التعليمية . فهم لا يحتاجون إلى التمرينات والتدريبات المطولة لأنهم يفهمون ويستوعبون المعلومات والمفاهيم بسرعة تفوق أقرانهم العاديين . فهم يتميزون بسرعة تعلم تفوق سرعة تعلم العاديين كما يتميز تعلمهم بالمنطقية .
4)   يتميز المتفوقون بأن عمرهم العقلي يفوق سنهم الزمني . في الوقت الذي تنظم فيه التربية في المدرسة على أساس العمر الزمني الذي غالباً ما يتوافق مع العمر العقلي للأغلبية , الأمر الذي يحرم المتفوقين من الحصول على ما يلبي احتياجاتهم للتقدم المتسارع في نموهم العقلي , ومن هنا تأتي أيضاً أهمية الحديث عن الإسراع كبرنامج تعليمي .
5)   إن تعليم المتفوقين مع غيرهم ضمن تربية موحدة في المدرسة للطرفين يستلزم مساعدتهم على تلبية حاجاتهم الخاصة المختلفة كالإنجاز وعناية المعلمين وتقدير الآخرين والاندماج الاجتماعي وتنمية قدراتهم وإمكاناتهم .
6)   إن وجود المشكلات لدى المتفوقين يأتي نتيجة لعدم تلبية الحاجات الأساسية الخاصة بهم , وهذه الحالة تقتضي وجود تربية خاصة تساعدهم على البعد عن هذه المشكلات كالضجر والسمو والغرور والنزوع للكسل  تيسر لهم حسن التكيف و تحقيق ذواتهم .
7)   عدم مراعاة نظم التربية العامة في المدرسة العادية للفروق الفردية بين التلاميذ .
8)   إن الأخذ بنظام التربية الخاصة للمتفوقين يساعد على تلبية الكثير من احتياجات الدول للباحثين , والإداريين الرئيسيين والقادة العلميين والاجتماعيين . فوجود الموهبة لدى الفرد وقدرة الفرد على تنميتها واستخدامها بصورة مناسبة , يكون قد حقق نجاحاً كبيراً في حياته فضلاً عن وصوله إلى مستوى من الرضا لم يحققه سوى القليل من الناس .
9)   إن التربية الخاصة تساعد على الحد من خسارة المجتمع لهذه الطاقات.
أهداف التربية الخاصة بالمتفوقين :
1)   تزويد الطلبة المتفوقين ببناء معرفي في المجالات العلمية المختلفة تجعلهم يصلون إلى درجة الإتقان في تلك المجالات .
2)   تزويد الطلبة المتفوقين بمهارات الحصول على المعرفة من خلال طرق حل المشكلات و الإبداع و استخدام الأسلوب العلمي في الوصول إلى المعرفة .
3)   تدريبهم وتطوير المهارات و الاستراتيجيات لديهم ليصبحوا أكثر استقلالية و إبداعية .
4)   تشجيعهم على التعمق في مجالات الاهتمام الخاصة .
5)   تنمية الاستقلالية و المثابرة والمواظبة على تأدية المهام.
6)   توفير فرص كثيرة لاكتساب المهارات والقدرات القيادية وممارستها.
7)   تشجيع التفكير البنّاء و الإبداعي.
8)   التأكيد على تفسير السلوك و المشاعر الذاتية و سلوك ومشاعر الآخرين.
9)   توفير فرص كافية لتوسيع قاعدة المعلومات و تطوير القدرات اللغوية.
10)          تطوير مهارات اتخاذ القرار.
11)          تطوير مستوى القدرة في المهارات الأساسية.
12)          تطوير المهارات الاجتماعية.
13)          تنمية المواهب و القدرات الخاصة.
14)          تقييم الأنماط الحياتية البديلة.
15)          تطوير مستوى الوعي لديهم.
16)          إعداد الشخص الموهوب للتعلم طويل المدى.
17)          تزويد الطلبة بالنشاطات الأكثر تعقيداً و التي تتطلب عملياً مستويات عالية من التفكير
الاتجاهات السائدة نحو تعليم المتفوقين:
ظهرت عدة اتجاهات حول سبل رعاية المتفوقين , ويمكن تلخيص هذه الاتجاهات في:
أولاً: الدمج الأكاديمي
وهو عبارة عن دمج الطلاب المتفوقين بالمدارس العادية
مبررات أصحاب هذا الاتجاه ما يلي:
1)   المحافظة على التوزيع الطبيعي للقدرات العقلية في الصف العادي لضمان تمثيل المستويات الثلاث المتعارف عليها: التميز، العادي، وما دون العادي.
2)   المحافظة على مستوى التفاعل الاجتماعي الطبيعي في الصف العادي بين المستويات الثلاث من القدرات العقلية وما يوفر ذلك التفاعل الاجتماعي من فرص تنافسية شريفة بين الطلاب.
مبررات معارضو هذا الاتجاه:
1)   صعوبة تقديم برامج تعليمية وفعاليات كافية تلبي الحاجات الخاصة المتعددة للمتفوقين.
2)   صعوبة تجاوز المشكلات لديهم ، وبخاصة الشخصية والدراسية منها .
ومهما يكن من أمر فان الأخذ بمثل هذا النظام في التعليم يتطلب تضافر جهود عدة تشمل كل من (الطالب والمعلم والأسرة والمدرسة والقيادات التربوية), ولكن المسؤولية الأساسية في مثل هكذا اتجاهات تقع على عاتق كل من المعلم والطالب لعدة اعتبارات منها:
1. الاتصال المباشر بين كل من المعلم والطالب في الصف.
2. امتلاك المعلم الخلفية العلمية و العملية في التعامل مع هذه الفئات أكثر من غيره فالمعلمون في صفوفهم عليهم أن يستعملوا إبداعهم وحذقهم لتقديم خبرات تعليمية للطلبة تتسم بالتنوع والإثراء و خصوصاً للمتفوقين سريعي الفهم والاستيعاب).
وقد قام (تريفنجرTreffinger) بوضع ستين مقترحاً لتعليم المتفوقين في صف نظامي عادي ومن هذه المقترحات التي هي موجها بشكل رئيسي إلى المعلم :
1- استعمل اختبارات تمهيدية مُسبقة أو اختبارات مَقدرة , ليكتشف جاهزية الطالب و مدى معرفته .
2-استعمل مجموعات صغيرة ذات طابع فردي للتعلم المبرمج.
3- اسمح باستثمار الوقت المنتظم الذي لا تتداخل به مُقاطعات خارجية كل يوم لإنجاز مشروعات فردية , وجماعية مُصًّغرة.
4- ادخل بطريقة الدمج التفكير الإبداعي في صلب كل مادة دراسية.
5- ساعد الطلبة ليتعلموا معنى تلك العمليات الفكرية ذات المستوى العالي مثل التحليل , والتركيب و التلاحم بين الطرح والنقيض , والتقييم , وخطط مشروعات مستقلة تدور حول هذه العمليات.
6- ادع زائرين ومحاضرين من الخارج ليصفوا للمشاركين أعمالهم المهنية وهواياتهم غير الاعتيادية , باعتبارها عناصر إثراء.
7- استعمل أعماراً زمنية مختلفة , وجولات دراسية للمشاركين , وفيما بينهم .
8- ساعد الطلبة ليفهموا أو يدركوا نقاط القوّة لديهم , واهتماماتهم , وأساليب تعلمهم وأنماطه , ومرجعياتهم , ليصبحوا أكثر شفافية في التعامل مع الآخرين من حولهم.
9- اكتشف الكثير من وجهات النظر , والمواضيع الحديثة والمُستجدة, مما يفسح المجال والفرص لتحليل الحجج والبراهين و الأفكار و الآراء المتباينة و الخلافية وتقييمها.
10- ساعد في إعداد الأهداف الأكاديمية و الشخصية.
ثانياً: مدارس خاصة للمتفوقين:
ينادي أصحاب هذا الاتجاه بضرورة عزل الطلاب المتفوقين عن أقرانهم العاديين وفتح مدارس خاصة لهم ولأنصار هذا الاتجاه مبرراتهم، منها:
1- إعداد الكفاءات والكوادر العلمية المتخصصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية في المجتمع.
2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها للمجتمع.
3- توفير فرص الإبداع العلمي للطلاب الموهوبين في المجالات المختلفة.
4- يوفر فرصة المنافسة العلمية الشريفة.
5- يمكن من تكوين مفهوم ايجابي حول الذات و يساعدهم على البحث و التفكير .
6- يؤدي إلى ازدياد وتيرة النمو في قدراتهم و استعداداتهم العقلية المختلفة .
7- يوفر لهم إشباع حاجاتهم الأساسية , ويبعدهم عن مشاكل عدم إشباعها.
8- الاستفادة من البرامج و الخدمات المقدمة لهم بشكل كبير .
9- لا يمكن أن يتم إعداد الأطر والكفاءات العلمية التي تحتاجها المجتمعات في المدرسة العادية .
ثالثاً: تخصيص صفوف خاصة للمتفوقين:
ينادي أنصار هذا الاتجاه بضرورة دمج الطلاب المتفوقين في المدارس العادية شريطة تخصيص صفوف خاصة بهم ويقدمون المبررات التالية:
1- المحافظة على التفاعل الاجتماعي بين مستويات الطلاب الثلاث في المدرسة العادية وما يوفره ذلك من فرص تنافسية حقيقية بين الطلاب في المجالات المختلفة.
2- إعداد القيادات الفكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية.
3- إعداد كفاءات وكوادر علمية متخصصة في مجالات مختلفة.
4- عدم إفساح المجال أمام الموهوبين ليطوروا الإحساس بالتميز وبالتالي الشعور بالتعالي والكبرياء والعظمة.
5- توفير فرص تنافسية شريفة للطلاب العاديين للعمل إلى جانب أقرانهم العاديين والاستفادة من تميزهم وخبراتهم.
على أية حال، فإن استخدام أيٍ من الاتجاهات السابقة له محاسنه ومساوئه استناداً إلى فلسفة المجتمع واتجاهات أفراده نحو الموهوبين، وطبيعة البيئة التربوية، ومدى استجابتها لحاجات المجتمع من ناحية، وحاجات الموهوبين الخاصة من ناحية أخرى.
برامج رعاية المتفوقين:
أهداف برامج رعاية المتفوقين:
يُجمع المربون والباحثون على أن برامج رعاية المتفوقين يجب أن تحقق الأهداف التالية:
1- التعرف المبكر قدر المستطاع على حالات الموهوبين.
2- الاستخدام الأمثل والمناسب لنتائج عدد من محكات قياس وتشخيص لقدرات الموهوبين.
3- وضع برامج رفيعة المستوى سواءً داخل الأطر المدرسية أو في المجتمع بوجه عام للموهوبين.
4- التعاون المشترك بين المسئولين في المدارس (معلمين وإداريين) وأولياء الأمور والمختصين وبعض الموهوبين أنفسهم لنشر الوعي وشحذ الهمم وتحفيز الطاقات وتغيير الاتجاهات نحو رعاية مُثلى للموهوبين.
5- العمل على تطوير اتجاهات إيجابية نحو رعاية الموهوبين عن طريق دحض المعتقدات الاجتماعية الخاطئة التي تنادي بتنميط الرعاية وحرمان الموهوبين من خدمات خاصة تناسب قدراتهم وتلبي حاجاتهم.
6- يجب أن تتصف أهداف برامج رعاية الموهوبين بالوضوح، وأن تكون معلنة ومستوعبة من قبل أولياء الأمور والمسئولين في المدارس وباقي أفراد المجتمع، لأن ذلك من شأنه توحدي الجهود وتحفيز الطاقات لاستخدام أمثل الطرق والأساليب التربوية لرعاية هذه الفئة من الطلبة.
7- يجب مراعاة ترجمة الأهداف إلى أنماط سلوكية مرغوب فيها بالنسبة للموهوبين.
8- يجب مراعاة أن تكون أهداف البرامج التربوية متمشية مع خصائص الموهوبين.
9- يجب أن تحتوي برامج الموهوبين فرصاً إرشاد وتوجيه مناسبة لمشكلات الموهوبين.
10- يجب أن تُعنى برامج الموهوبين بمجالات محددة للتفوق والموهبة تختار على أساس حاجات المجتمع.
11- يجب توفير الإمكانات المادية اللازمة لسير البرامج ونجاحها حسب ما هو مخطط لها.
12- يجب توفير الكوادر الفنية المدربة والمؤهلة خصيصاً للتعامل مع هذه الفئة من الطلبة، ويشمل ذلك المعلمين والأخصائيين والإداريين.
13- يجب أن يكون مبدأ الفروق الفردية هو المحور الرئيس في تقديم الخدمات الخاصة للموهوبين في أي بيئة تربوية.
14- يجب أن يكون من أهداف برامج رعاية الموهوبين تطوير مهارات حل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار.
15- يجب أن تراعي برامج رعاية الموهوبين الأنماط الحياتية المختلفة للموهوبين وتطور أنماط بديلة لديهم تساعدهم على التأقلم السريع مع متغيرات الحياة.
16- على برامج رعاية الموهوبين الاهتمام بتطوير المهارات الاجتماعية.
17- من الضروري أن تنمي برامج رعاية الموهوبين المهارات القيادية والتوجيه الذاتي لديهم للحد الذي يشعرهم بالمسؤولية نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم والعالم أجمع.
18- يجب أن تركز برامج رعاية الموهوبين على إكسابهم مهارات دراسية تضمن حصولهم على التفوق العلمي إلى جانب صقل مواهبهم المتميزة.
19- يجب أن تساعدهم تلك البرامج على تطوير نماذج تفكير عالية تفتح أمامهم أفاق المعرفة والإنتاج الإبداعي.
20- على برامج الموهوبين مسؤولية كبيرة ألا وهي إعدادهم لأدوار اجتماعية وقيادية تقود مجتمعاتهم إلى مصاف الدول المتقدمة.


برامج رعاية المتفوقين:
أولاً: برامج التسريع الأكاديمي:
ويقصد به عدم التقيد بالخطة التربوية , مع السماح للمتفوقين أن يقطعوا المرحلة الدراسية بسرعة أكبر من السرعة العادية , أي أن المقصود هنا تزويد الطفل المتفوق بخبرات تعليمية تعطى عادة للأكبر منه سناً. وهذا يعني تسريع محتوى التعلم العادي بدون تعديل في المحتوى أو بأساليب التدريس.
وبرامج التسريع الأكاديمي تلبي الكثير من الاحتياجات العقلية للموهوبين، كما تهيئ لهم خبرات تعليمية تتحدى قدراتهم، وتستثير حماسهم ودافعيتهم للتعلم والتحصيل، مما يخلصهم من المشاكل الكثير والاحباطات المتعددة ومظاهر الملل المختلفة التي قد تنتج بسبب تقييدهم بالتحرك النمطي في السلم التعليمي.
وهذا الأسلوب يتطلب تهيئة البرامج والإمكانات للطلاب المتفوقين مع وجود الحرية والمرونة التي تسمح بانتقال هؤلاء المتفوقين إلى برامج ومهارات أعلى كلما انهوا و اجتازوا أهداف تلك المرحلة.
وتستند استراتيجية الإسراع على مبدأ مهم جداً وهو أن الطالب المتفوق المراد تسريعه لديه الجدارة والنضج العقلي المبكر في بعض المجالات، ومن سرعة الاستيعاب والفهم والتعلم ما يمكنه من إنهاء البرنامج الدراسي في زمن أقل، وفي سن مبكرة عما هو معتاد ومتعارف عليه.
ايجابيات برنامج التسريع:
1- تجنب الهدر الكبير الذي يحدث عند بقاء الطالب الموهوب في الصف العادي حيث أن الفترة التي يقضيها هذا الطالب طويلة قد تصل إلى حوالي أكثر من 25 سنة قبل أن يصبح قادراً على العطاء الاحترافي ويؤثر في حياة مجتمعه.
2- المردود الاقتصادي العائد على المجتمع جراء تطبيق هذا البرنامج حيث ينهي بعض الموهوبين حياتهم الدراسية في سنوات أقل ويشاركوا في الحركة الاقتصادية للبلد.
3- استغلال الموهوبين أنفسهم لميولهم مبكراً الأمر الذي يفسح المجال أمام استقلاليتهم وتخرجهم المبكر، وتكوين أسر، وبالتالي ينعكس ذلك انفعاليا واجتماعياً واقتصادياً على الفرد والجماعة.
4- إن التخرج المبكر للطالب سينعكس إيجابا على تقديره لذاته وتحقيقه لطموحاته، وإن إنتاجه العلمي يكون أوفر في مقتبل العمر، فيستفيد ويفيد وهو لازال في ريعان الشباب.
5- مظاهر الحيوية والنشاط والتحفز الدائم التي تظهر على الموهوبين المسرعين نتيجة تملكهم لزمام القيادة التربوية لأنفسهم والتحرك في طلب العلم بالسرعة التي تريحهم وتبعدهم عن الملل والضجر والرتابة التي تعم الصفوف العادية.
6- للتسريع مردود إيجابي على مفهوم الذات للموهوب حيث أن قدرته على تحمل التحدي الذي يفرضه هذا الأسلوب تجعله يكتشف قدراته الحقيقة ويفهم ذاته بشكل أفضل لتمكنه مما يقوم به من أعمال بحسب رغبته.
البدائل التنفيذية للتسريع:
أولاً: الالتحاق المبكر برياض الأطفال أو الصف الأول الابتدائي :
يسمح للأطفال الذين يظهرون تفوقاً في الجوانب العقلية بتجاوز المرحلة الدراسية بغض النظر عن العمر الزمني للطفل ، ويلحق الطفل المتفوق بالمدرسة في سن مبكرة مقارنة بالأطفال الآخرين متوسطي الذكاء . ويختلف عمر البدء في الالتحاق بالمدرسة وذلك بناءً على مستوى الموهبة أو التفوق أو جوانب التميز التي يظهرها الطفل
شروط القبول المبكر في المدرسة:
1- النضج العقلي المبكر.
2- التنسيق البصري ـ اليدوي.
3-الاستعداد للقراءة.
4- النضج العاطفي والاجتماعي.
ثانياً: تخطي بعض الصفوف الدراسية (الترفيع الاستثنائي):
هو بديل يسمح للطالب المتميز والقادر على الاستيعاب والفهم والتعلم السريع أن يقفز صف دراسي أو صفين بعد تمكنه من أساسيات الصف الذي يفترض أن يكون به، وبذلك يتمكن من اختصار سنوات المرحلة الدراسية. وهذا البديل لا يتطلب مواد خاصة أو تسهيلات تربوية معينة، أو حتى وجود منسق لبرامج الموهوبين أو غرفة مصادر تعلم. وهو يُعرف بالتسريع الكلي، وقد يحدث في صفوف المرحلة الابتدائية أو المتوسط أوالثانوية، وهو يؤدي في النهاية إلى التحاق الموهوب بالجامعة في سن مبكرة.
ويحذر بعض التربويين من استخدام هذا النوع تلقائياً بسبب:
1- عدم التأكد من اكتساب الطالب لكافة المهارات الأساسية المطلوبة للصف الذي سيرفع منه، وبالتالي سيؤثر ذلك سلباً على تحصيله المستقبلي أو عجزه عن مواكبة وتحمل ضغط المعلومات الجديدة في الصف المرفع إليه.
2- قد يفقد الطالب المتعة في التعلم لعدم تمكنه من أساسيات الصف الذي رفع منه، وبذله لجهد مضاعف في الصف الذي رفع إليه من أجل تعويض النقص.
3- قد يواجه الطالب مشاكل عدم توافق مع الزملاء الجدد بسبب صغر سنه أو حجم جسمه أو عدم نضجه الاجتماعي والانفعالي، وبالتالي يكون عرضة لضغوط قد لا يتمكن من تحملها، هذا بالإضافة إلى ضغوط عدم تفوقه لا سمح الله عندما لا يتمكن من مجاراة المستوى الجديد والصعب لمعلومات الصف المرفع إليه.
وللحد من خطورة هذه التحذيرات، يقترح ديفز ورم  ما يلي:
·       ينبغي أن يتمتع الطالب بقدرة عقلية فوق المتوسط.
·       عدم تخطي الطالب لأكثر من صف دراسي واحد في المرحلة الدراسية.
·       ينبغي تشخيص الفجوات التعليمية لدى الطالب أولاً بأول، ومساعدته على تعلم واكتساب أية مهارة أساسية مفقودة، سواء بمساعدة الأهل أو عن طريق معلمي غرف مصادر التعلم.
·       التعاون المشترك بين المعلمين والمرشدين والزملاء أنفسهم لحل مشكلات التوافق التي قد تواجه الطالب في صف الترفيع.
·       فتح قنوات التواصل الدائم ما بين المدرسة والبيت لتفادي أية صعوبات تواجه الطالب، مع ضرورة إشراك الوالدين في كل قرار يؤخذ بحق الطالب.
·       من الأفضل قبل اتخاذ قرار تخطي الطالب للصف الذي يدرس به أن تقيم قدراته العقلية وتكيفه الاجتماعي والانفعالي ليؤخذ قرار الترفيع على أسس سليمة.
·       يجب أن يؤخذ قرار فردي لكل طالب على حدة بعد التأكد من كافة الإجراءات آنفة الذكر.
ثالثاً: ضغط أو تركيز المقررات أو الصفوف:
هذا البديل كان معمول به بشكل محدود جداً في المرحلة الثانوية في بعض النظم التربوية في الوطن العربي، وهو نظام الثلاث سنوات، غير أنه ليس موجهاً للموهوبين بل للموظفين غير المفرغين للدراسة، كما أنه معمول به أيضاً في برامج محو الأمية الحديثة، حيث يتم ضغط مقررات صفين دراسيين في سنة دراسية واحدة بعد إجراء التعديلات المناسبة والتركيز على أساسيات المقررات.
أما الصورة المناسبة للموهوبين فهي تتمحور حول تمكين الطالب من أن يدرس مقررات مرحلة كاملة (المتوسطة أو الثانوية مثلاً) في سنة واحدة، أو يتم تركيز المقررات الدراسية (الرياضيات أو العلوم مثلاً) بحيث ينتهي الطالب الموهوب من المقررات المطلوبة في زمن أقل من المعتاد، وذلك من خلال برامج دراسية غير محددة الصفوف
رابعاً: تسريع محتوى المقررات:
وهو نوع محدد من التسريع يتم فيه توفير الفرصة للطالب الموهوب أو المتفوق ليستمر في التزود بالخبرات من نوع معين يتعلق بمجال موهبته أو تفوقه ، وفي مثل هذا النوع من التعليم يتم ضغط السنوات الدراسية فمدة الثلاث سنوات تضغط ليتم تجاوزها في سنتين,
خامساً: القبول المبكر في المرحلة المتوسط أو الثانوية:
عندما يرفع الطالب خلال المرحلة الابتدائية ويسمح له بقفز صف واحد أو صفين، أو أنه قبل في المرحلة الابتدائية مبكراً فإن هناك فرصة كبيرة لدخوله المرحلة المتوسطة قبل السن المعتادة، وهكذا الحال إذا ما تم تسريعه أيضاً في المرحلة المتوسطة فإنه يصبح جاهزاً لدخول المرحلة الثانوية قبل أقرانه. ويجمع الخبراء على أن أفضل صفوف للترفيع هي صف نهاية المرحلة الابتدائية (الخامس أو السادس) وصف نهاية المرحلة المتوسطة (الثامن أو التاسع)، حيث أن الطالب في هذه الأثناء يكون في الغالب متشوقاً ومندفعاً للانتقال للمرحلة التالية من الدراسية، ويكون قد تمكن إلى حد كبير من أساسيات المرحلة التي هو بها .
سادساً: التخطي بواسطة الاختبارات:
في المرحلتين المتوسطة والثانوية يمكن للمدرسة أن تنظم هذا البديل للطلبة الموهوبين في مجال معرفي معين (الرياضيات أو اللغات مثلاً) بحيث يمكن للطالب أن يتخطى محتوى مقرر صف معين بجلوسه لاختبار مستوى يوضع من قبل أستاذ المقرر، بحيث تُحدد عتبة للإتقان قبل السماح للطالب بالانتقال لدراسة المستوى التالي، وهو شبيه بدراسة اللغة الانجليزية في المعاهد التي تتبع نظام المستويات. قد يكون الطالب قد أتقن أساسيات المحتوى المراد تخطيه من خلال دراسته المنزلية أو اطلاعه، أو دراسة معينة أثناء العطلة الصيفية، أو دراسة بالمراسلة (عن بعد). وقد يستخدم هذا البديل أثناء الدراسة الجامعية
سابعاً: دراسة المقررات الجامعية أثناء المرحلة الثانوية :
وفيه يستطيع الطالب المتفوق أن يقوم بتسجيل مزدوج في المدرسة الثانوية , وفي الجامعة , وتعطيه المدرسة العذر لبعض ساعات من النهار للدوام في القسم الجامعي . وسوف تعتمد الجامعة الدورات الناجحة و النقاط التقديرية التي ينجزها الطالب و التي يعترف بها في الجامعات الأخرى, ويتم الاعتراف من المدرسة الثانوية بإنجازات الطالب للحصول على شهادة التخرج منها دون أن يحمل الطالب أعباء إضافية أو يعاقب بالمزيد من الجهد الكمي للمواد الدراسية
ثامناً: دراسة مقررات عن بعد أو بالمراسلة:
يسمح هذا البديل للطالب الموهوب بدراسة مقرر ما عن بعد لأنه متوفر في جامعة بعيدة عنه أو غير متوفر للتسجيل أثناء الفصل الدراسي الحالي، وبالأخص المقررات الاختيارية أو الدراسة الحرة ، أو حتى لدراسة مقرر بهدف التسريع لتخطي محتوى مستوى معين لتسجيل المستوي الذي يليه. وهذا الخيار متوفر الآن بشكل موسع بسبب ما وصلت إليه التقنية وسرعة الاتصال عن طريق شبكات الانترنت، وأصبح هناك برامج جامعية عالمية للدراسة عن بعد
تاسعاً: القبول المبكر في الكلية أو الجامعة:
ويتم فيه التحاق الموهوب أو المتفوق بالجامعة في عمر مبكر بدون الحاجة إلى إنهاء السنوات الدراسية المقررة للطلبة متوسطي الذكاء.
إذ يمكن أن يلتحق الطالب بالجامعة قبل إنهائه المرحلة الثانوية أو عند بدايتها أو حتى قبلها, وكل ذلك يعتمد على مستوى الموهبة و التفوق الذي يظهره الطالب . وبالطبع هذا الخيار ممتاز للطلبة ذوي الاستيعاب والفهم السريع والمتميزين بخصائص تعلم عالية ولديهم قدرات عقلية عالية، ووصلوا إلى مرحلة نضج اجتماعي وانفعالي تؤهلهم للتفاعل مع طلبة الجامعة.
فوائد التسريع:
1- زيادة المتعة للتعلم والحياة لدى المتعلم، وتخفيض أسباب الملل من المدرسة.
2- تعزيز وتطوير الشعور بالقيمة الشخصية ونشوة الانجاز.
3- الحد من شعور الموهوبين بالتعالي وأنهم يمثلون نخبة المجتمع، إذ أن وجودهم في مجالات التحدي الذي يفرضه التسريع يجعلهم يستكشفون قدراتهم الحقيقية ويعرفون حدودهم الطبيعية، كما أن تواجدهم في مجموعات مناسبة لقدراتهم يؤدي إلى فهم أعمق لملكاتهم، مما يجعلهم يقارنون أنفسهم في ظل المعايير الوطنية وليس في ظل معايير الصف العادي.
4- الحصول على تعلم أفضل من التعلم العادي.
5- تحسين فرص القبول في الجامعات العريقة والتخصصات النادرة.
6- إتاحة الفرص أمام إبداع الطلبة للظهور في وقت مبكر، وكذلك لإنجازاتهم المهنية.
7- تخفيض التكلفة المادية للتعليم عند اختصار السنوات الدراسية.
8- استفادة المجتمع المبكرة من إسهامات الموهوبين.
9- تأثير المردود الفعلي لهؤلاء الطلبة المسرعين على الدخل القومي.
10- توفير القيادات والكفاءات المتميزة للمجتمع بأقل كلفة وأسرع وقت ممكن
ثانياً: برامج الإثراء (الإغناء):
 ويقصد بهذا الأسلوب تقديم مناهج إضافية للمتفوقين بجانب المناهج العادية , ويشجع المتفوقون على القراءة والاطلاع و البحث وإجراء التجارب , والقيام بالرحلات العلمية والثقافية كل بحسب استعداداته و ميوله ، وتقدم هذه المناهج لتلبي قدراته العقلية المتميزة وتكون على ثلاثة أنواع:
1- توفير خبرات تتضمن مواضيع ومجالات معرفية جديدة أو أفكار متطورة لا توفرها المناهج العادية.
2- تصميم أساليب ومحتويات وتقنيات متخصصة من اجل تطوير مستويات عالية في التفكير ومهارات البحث والاستقصاء والمراجعة بالإضافة إلى المهارات المرتبطة بالتطور الشخصي والاجتماعي .
3- إشراك فرد أو مجموعة من الأفراد ذوي الاهتمام بمشكلة معينة و إيجاد الحلول لها من خلال البحث و التقصي المكثف.
مميزاته:
يسمح للطفل بالبقاء بين أقرانه العاديين.
يسمح بتحقيق بعض المزايا النفسية والاجتماعية مثل ممارسة أدوار قيادية على زملائه و مخالطة أقرانه من نفس فئة عمره الزمني.
مواجهة المعلم لأنواع غير متجانسة في الفصل الواحد مما يساعد على تطوير أساليب التدريس للعاديين و المتفوقين في وقت واحد.
التوفير والتقليل من النفقات المالية.
أظهرت نتائج الأبحاث العربية والأجنبية إلى أن التلاميذ الذين طبقت عليهم استراتيجية الإثراء كان أداؤهم أفضل من التلاميذ الذين لهم نفس القدرات و لكن لم يستخدموا هذه الاستراتيجية.
البدائل التنفيذية للإثراء:
أولاً: الدراسات الحرة والمشاريع البحثية:
يُستخدم هذا الخيار بشكل موسع ودائم في المرحلة الجامعية، وفي نظم المرحلة الثانوية التي تتبع نظام المقررات أو الساعات المعتمدة. وهو خيار جيد ومرن وشائع في معظم خيارات الإثراء الأخرى، حيث يسمح للطالب بتقصي مشكلة ما أو قضية ذات اهتمام شخصي وذات صلة بالموضوعات الدراسية للوصول إلى نتائج متعمقة تشبع حاجاته وتلبي ميوله.
وهذا البديل له أشكال عدة، منها:
(أ‌) مشاريع البحوث المكتبية.
(ب‌) مشاريع البحوث العلمية.
(ت‌) المشاريع الحرة الأخرى.
ثانياً: غرف مصادر التعلم :
تعرّف( مارجريت نيكلسون) مركز مصادر التعلم بأنه ( مجموعة من المواد المطبوعة , وغير المطبوعة , والمعدات التي اُنتُقيَت , ونظمت , وحدد مكانها , وزودت بهيئة مشرفة حتى تخدم الاحتياجات للمدرسين و الطلاب , ولتعمق أهداف المدرسة , ويعتمد ما يمكن وضعه في المركز من مواد على التسهيلات التي تيسرها المدرسة على الهيئة المشرفة).
وتُعد برامج غرف مصادر التعلم خياراً جيداً وسهل التطبيق لتزويد الطلبة الموهوبين بخبرات متعمقة في موضوعات ذات اهتمام شخصي لا يمكن توفيرها داخل الصف العادي نظراً لضيق الوقت أو انشغال المعلمين بتعليم العاديين من الطلبة. وهنا يقوم الطالب الموهوب بتقصي قضية ما أو تعلم مهارات معينة بمساعدة معلم غرفة مصادر التعلم. وقد تكون مصادر التعلم متوفرة داخل الصف العادي يتجه إليها الموهوب حال تلقيه معلومة معينة من المعلم ليبحث عنها . وقد تتبنى جهات تجارية فكرة تزويد بعض المدارس بغرف مصادر تعلم تحوي موسوعات وألغاز وتركيبات وأجهزة حاسب وما إلى ذلك من المصادر المفيدة.
ثالثاً: الرحلات والزيارات الميدانية :
إن من أهداف الزيارات الميدانية اكتشاف مجالات جديدة يكتسب الطلاب من خلالها معلومات عن الميادين العلمية و الفرص المهنيَّة والمشروعات المستقلة للطلاب.
وتكاد تكون الزيارات و الرحلات الميدانية من أكثر الوسائل فائدة للطلاب , فهي مفيدة في حل المشكلات , وللإجابة عن التساؤلات , أو تحضير المشروعات التي يعدها الطلبة بعد الجولات و الزيارات . وان الخطوط العريضة للجولة الميدانية يجب أن تكون مخططة مسبقاً بواسطة المدرس أو المرشد , وفي أثناء الجولة يسمح للطلاب بلمس بعض الأشياء و الإجابة على تساؤلات و طرح ما يجول في أذهانهم من أسئلة. ويقوم المدرس و المرشد بالتعاون الفعّال لإثارة المشاركين نحو أهداف التعلم بالإضافة إلى ملاحظات أولياء الأمور , ومشاركتهم , وان يكون لدى الجميع مهارة الانفتاح للتغيير العفوي الذي يحدث في اهتمامات الطلاب تلقائياً. ويجب تشجيع الطلبة على المشاركة بالمناقشة و التقويم في أثناء تطبيق البرنامج
رابعاً: برامج عطل نهاية الأسبوع:
هذا الخيار فعال جداً في حالة عدم مقدرة الروتين المدرسي على استيعاب خيار إثرائي آخر أو لانشغال المعلمين أثناء اليوم الدراسي بمتابعة الطلبة العاديين والأمور الدراسية الأخرى، حيث يخطط المعلم لاستغلال عطل نهاية الأسبوع في لإثراء طلبته الموهوبين بخبرات إضافية في مهارات التفكير أو حل المشكلات أو التفكير الإبداعي، أو ممارسة نشاطات علمية (تجارب معملية أو حقلية) أو فنية أو رياضية تنمي مواهبهم وتشبع حاجاتهم غير الملباة في الصف العادي. وقد تجرى خلال هذه العطل المسابقات الثقافية أو العلمية أو الفنية التي يظهر الطلبة من خلالها قدراتهم وإنتاجهم العلمي والابتكاري. وهي فرصة لتجميع القدرات المتماثلة واحتكاك الموهوبين مع بعضهم البعض ومعاينة كل واحد منهم لقدرات أقرانه.


خامساً: البرامج الإثرائية الصيفية :
يعتبر هذا الخيار مناسب جداً للطلبة المفعمين بالطاقة والحيوية والذين يأملون أن يجدوا خبرات إضافية لا توفرها لهم المدرسة خلال العام الدراسي، أو أن يوسعوا آفاقهم. قد تكون هذه البرامج تفرغيه ينتقل إليها الطلبة ليقضوا فترة أربعة إلى ستة أسابيع للدراسة ومتابعة موضوعات معينة، كبرامج اللغة الإنجليزية في الدول الناطقة بها أو البرامج التفرغية التي تقدمها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في العطلة الصيفية في كل من جدة والظهران وأبها، أو أن تكون برامج غير تفرغيه يقضي الطالب بها عدة ساعات يوميا لممارسة نشاطات معينة، كبرامج المراكز الصيفية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم سنوياً، أو البرامج الإثرائية الصيفية التي تقدمها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في فترة الصيف. ومن فوائد البرامج الصيفية:
1- تعزز التعلم من الناحية الاجتماعية و الانجاز بسبب وجود المتفوق إلى جانب أقرانه من المتفوقين على شكل مجموعات , بالإضافة إلى التدعيم المعنوي و الاجتماعي من المعلمين والمرشدين.
2- تضمن تنسيقاً مناسباً بين قدرات الطالب المتفوق و التحديات المناسبة لها من محتويات الدورات و موضوعاته.
3- تحقق تطويراً لمهارات الدراسة بسبب الترابط و الاندماج بين الدورة و مضمونها التي تتحدى باستمرار المواهب الخاصة بالطلبة المتفوقين .
4- تطوير مهارات الروح الاستقلالية عند الطلاب و مهارات الاعتماد على النفس بسبب حياتهم بعيداً عن بيوتهم وأهلهم.
5- تزيد المطامح التربوية و الثقافية لدى المشاركين.
6- تعطي المتفوقين الفرصة للاختبار الذاتي لقدراتهم , وإعادة تقييمها , وتطوير أهدافهم من خلال وضعهم في أماكن تتحدى مواهبهم العقلية و تعرضهم لمواقف جديدة.
7- تُنمي لدى الطالب مهارة المجازفة و المبادرة من الناحيتين الأكاديمية و الاجتماعية.
8- تساعد البرامج في تنمية الثقة بالنفس و تحسين مفهوم الذات .
9- تنمية مهارات القبول الاجتماعي , والتعايش مع الآخرين .
سادساً: برامج مدعومة من الجامعات:
تسعى بعض الجامعات لاستقطاب الكفاءات النادرة من طلبة المدارس الثانوية عن طريق تقديم برامج إثرائية صيفية تسمح لهم بتجربة الحياة الجامعة والتعرف على التخصصات المختلفة التي تقدمها الجامعة، واستكشاف الروتين الأكاديمي عن كثب، وما تقدمه كل من جامعة الملك فهد وجامعة الملك عبد العزيز وكلية المعلمين بأبها من برامج سنوية بدعم وإشراف من قبل مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لهو أكبر دليل ومثل على أهمية هذا الخيار لطلبة الصف الثاني الثانوي.
سابعاً: المخيمات الصيفية:
وذلك عن طريق تجميع الطلبة في مخيمات ذات طبيعة تربوية أثناء العطلة الصيفية ليتم تزويده بخبرات جديدة لا تتوافر لهم خلال العام الدراسي. ويسمح هذا الخيار للطلبة بممارسة نشاطات فنية أو لغوية أو علمية في الطبيعة الفسيحة وتحت إشراف مباشر من مؤسسات متخصصة لاكتساب مهارات لا تتوفر عادة في المدارس العادية. فالعيش في المحميات يعطي الطلبة فرصة لمتبعة الحياة البرية والتعرف على المخلوقات والنباتات التي يصعب مراقبتها داخل الصف العادي. كما أن البرامج البحرية لها متعة كبيرة في ممارسة رياضة السباحة والغوص بالإضافة إلى التعرف على المخلوقات المائية.
ثامناً: برنامج التلمذة:
يُعد هذه الخيار فرصة طيبة للطلبة المرحلة الثانوية الذين تكون ميولهم واضحة نحو مهنة معينة أو حقل معرفي معين حيث يتم تبنيهم من قبل خبير مختص في المجال المرغوب التعمق فيه ليتعلموا على يده وينهلوا من خبراته. بالطبع لهذا الخيار نظام ومواصفات محددة للتأكد من نوعية الخبرة ومدى الاستفادة. وهذا الخيار معمول به قديماً وخاصة لدى علماء المسلمين الذي كان لهم أتباع يلحقونهم ويعيشون معهم كل لحظة من حياتهم ليتعلموا منهم المعارف والفنون المختلفة.
تاسعاً: برنامج حل المشكلات بطرق إبداعية( حل المشكلات المستقبلية):
بدأ برنامج حل المشكلات المستقبلي في العام 1975 على يد المربي بول تورانس بجامعة جورجيا. والهدف الرئيس من التعلم المستند إلى حل المشكلة رفع المستوى في معايير أداء الطلبة النوعي, إذ أن استراتيجياته تتطلب من الطلبة بذل الجهد الكبير المدعم بالعمليات الذهنية الراقية مقارنة بالتعلم التقليدي , حيث أن المشكلة المقدمة للطلبة و المحضرة بشكلٍ جيد تمكن الطلبة من التعلم من مصادر متنوعة , وتعمل على تدريبهم على اتخاذ القرارات المستندة إلى مصادر بحثهم , وهذه الخطوات البحثية تمكن الطلبة من تنمية مهاراتهم البحثية .
وقد أكد كريبي  بأن هذا البرنامج يضم أهدافاً محددة لمساعدة المتفوقين على الشكل التالي :
1- يساعد البرنامج الطلبة المتفوقين على تنمية الوعي لديهم في المستقبل ليتعامل معه بشكل أكثر فاعلية ,وبشعور متفائل و باتجاهات ايجابية تساعد على إحداث تغييرات .
2- يساعد البرنامج المتفوق ليصبح أكثر إبداعاً و ابتكارا , وان يتجاوز التعلم لديه حدود البسيط الواضح و النطقي.
3- تطوير المهارات التواصل و التفاعل و تحديداً المهارات اللفظية و الكتابية – اللغوية لتكون واضحة ودقيقة.
4- تطوير مهارات فريق العمل مثل مهارات الاحترام المتبادل , والإصغاء , والتفاهم , و الوصول للحلول المعتدلة الوسطيَّة البعيدة عن التطرف والمغالاة.
5- يساعد البرنامج الطالب المتفوق ليتعلم استعمال أسلوب حل المشكلات كنموذج يندمج في حياته وسلوكه .
6- تطوير مهارات البحث العلمي , بما في ذلك , مهارة جمع المعلومات من مصادر و أماكن متعددة , مع تحديد كيفية البحث ,و أماكنه وأشخاصه ومصادره.
عاشراً: المسابقات والأولمبياد:
يشغل هذا الخيار حيزاً كبيراً في نشاطات الإثراء للطلبة حيث يعمل به دائماً لزرع التنافس والتحدي بين الطلبة، فتنظم المدارس أو المناطق التعليمية أو الوزارة أحياناً مسابقات ثقافية وعلمية وفنية للكشف عن قدرات الطلبة وتفسح المجال أمامهم لاستعراض ملكاتهم وإنتاجهم. وقد تقام مسابقات وطنية وأخرى عالمية بتنظيم من مؤسسات أو منظمات لإظهار قدرات الطلبة لحيز الوجود
وينبغي التنبيه هنا أن هناك تهاون وخلط في استخدام عبارة برامج إثرائية لدى غالبية المعلمين حيث يعتقدون أن ما يقومون به من ممارسات لشغل أوقات فراغ الطلبة الموهوبين في صفوفهم بينما يتفرغون هم لتعليم باقي الطلبة هو إثراء لهم. إن إعطاء الطالب لتمارين إضافية أو مضاعفة عدد الصفحات أو التمارين التي يجب عليه انجازها لا يُعد إثراءً، فالبرامج الإثرائية لها نظامها وخطوات إعداد وتقويم يجب أن تتبع بدقة ، وتقدم للفئة التي تستفيد منه حق الاستفادة.
ثالثاً: أساليب تجميع المتفوقين:
التجميع نظام متبع في برامج الموهوبين يُسمح فيه بتعليم الموهوبين ذوي الاستعدادات المتكافئة والميول المتقاربة، والاهتمامات الخاصة المتشابهة أو المشتركة في مجموعات متجانسة أو غير متجانسة، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم الأكاديمي في دراستهم، والنمو لمواهبهم. وتنبني هذه الاستراتيجية على أساس أن وجود الطالب الموهوب في بيئة تعليمية مع نظراء له يماثلونه في الاستعدادات العقلية العالية، ويشاركونه الاهتمامات والميول، بغض النظر عن عامل العمر الزمني، يولد لديهم مزيداً من الاستثارة والدافعية والتنافس.
وقد أكد كيرك وزملاءه أن الهدف من تجميع الموهوبين وتعليمهم معاً هو تهيئة الفرص لكي يتفاعلوا ويستثاروا عن طريق نظرائهم عقلياً، والتقليل من مدى التباين في القدرات والمستويات الأدائية من خلال مجموعات متكافئة، بحيث يسهل تزويدهم بالمواد والخبرات التعليمية المناسبة عن طريق معلمين لديهم الخبرة والمهارة اللازمتين للعمل مع هؤلاء الطلبة، وفي مجال المحتوى الذي يتم تقديمه لهم.
هذا، ولقد دار كثير من الجدل حول أفضل هذه النظم تربوياً وعلمياً وفلسفياً. هل هو نظام المدارس الخاصة؟ أم نظام الصفوف الخاصة؟ أم تجميع الطلبة في جماعات خاصة؟ أم جماعات الميول والنوادي؟ أم غير ذلك؟ والسبب في ظهور مثل هذا الجدل هو أن لكل خيار من خيارات التجميع محاسنه ومساوئه، وأن لكل منهم أنصاره ومؤيديه ومعارضيه؛ غير أن الخيارات كافة تبقى مفتوحة أمام المطبقين بحسب الإمكانات المتوفرة ومدى الحرص عند التخطيط والتنفيذ لبرامج رعاية الموهوبين.
كما أن الجدل لحق مبررات استخدام مثل هذه الأساليب في رعاية الموهوبين. فمؤيدو استخدام التجميع لهم مبررات عدة منها:
أ‌) أن التجميع يتيح للموهوبين الفرص لتكريس كل طاقاتهم للدراسة والبحث والتحصيل بتركيز اكبر وفقاً لبرنامج تعليمي يتوافق مع استعداداتهم الخاصة.
ب‌) أن التجميع يولد لديهم المزيد من الاستثارة والتنافس والنشاط المستمر في جو تسوده الندية والتكافؤ.
ت‌) أن التجميع يتيح لهم تكوين مفاهيم واقعية عن ذواتهم من خلال احتكاكهم وتفاعلهم من أنداد يماثلونهم من حيث الطموح والدافعية وسرعة التعلم.
أما معارضو هذا الاتجاه فيتعللون بأن عزل الموهوبين يؤدي إلى حرمانهم من فرص التفاعل الاجتماعي مع أقرانهم العاديين، ويعزز شعورهم بالتعالي والغرور، وقد يخلق ذلك لدى الطلبة العاديين الشعور بالدونية والغيرة والتبرم وعدم تكافؤ الفرص، علاوة على حرمان العاديين من فرص التنافس مع أقرانهم الموهوبين.
البدائل التنفيذية للتجميع:
1. المدارس الجاذبة:
هذا النوع من المدارس ليس مخصص فقط للموهوبين بل أيضاً للطلبة العاديين الواعدين في مجال معين من المجالات المهنية، حيث تعرض هذه المدارس فرص تدريب مهني في الفنون، الرياضيات، العلوم، إدارة الأعمال، التجارة والاقتصاد، الحاسوب، .... . وقد تحدد المدرسة هذه كمدرسة " نموذجية " يتسابق إلى التسجيل فيها الطلبة من كافة أنحاء المدينة نظراً لما تحويه من إمكانات لا تتوافر عادة في المدارس العادية، وكذلك نوعية التدريب المهاري الذي تقدمه لطلبتها دون غيرها من المدارس. ومما يميز هذه المدارس أنها تسعى إلى إكساب الطلبة بعض الخبرات العملية أثناء سنوات الدراسة بها عن طريق خلق فرص تدريب ميدانية لهم في مجالات العمل المتوفرة في المدينة لاكتساب الخبرة من ناحية وتوفير مصدر مادي لهم من ناحية أخرى. مثل هذا الخيار مناسب جداً للطلبة ذوي الميول المهنية الواضحة لكونه يسعى إلى تلبية الحاجات الخاصة بهم.
2. المدارس الخاصة للموهوبين:
وهي مدارس خاصة لا تقبل إلا الطلبة المتميزين في قدراتهم العقلية , وتعمل على تقديم مناهج و برامج مكثفة تواجه حاجاتهم المختلفة , وتستثير قدراتهم و طاقاتهم و ذلك في المجال أو المجالات التي يبرعون فيها.
ومن أمثلة هذه المدارس , مدرسة هنتر الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية و مدرسة الباهاما للفنون الجميلة في بريطانيا ,
ويمثل إنشاء مدارس خاصة للموهوبين أحد أساليب الرعاية الأكثر جدوى التي تقدم للموهوبين، وخاصة في بداية المرحلة الثانوية للطلاب الذين تأكد وجود مواهب وقدرات متميزة لديهم تتطلب رعاية مستقلة لا يمكن أن تتم إلاّ من خلال إنشاء مدارس خاصة بهم تتمتع بقدر من الاستقلال في المناهج وطرق التعليم، وتركز على طرق وأساليب في التعليم لا تتوفر في المدارس العادية، ويختار لها معلمون متميزون يتمكنون من تحقيق الأهداف التي تسعى إليها هذه المدارس.
ويمثل إنشاء مدارس للموهوبين وخاصة في المرحلة الثانوية اتجاهًا جديدًا متناميًا وخاصة في الدول التي أدركت مدى المردود العلمي والاقتصادي لإنشاء مثل هذه المدارس.
وتتميز المدارس الخاصة بالموهوبين بما يلي:
أ‌) توفر المدارس الخاصة بالموهوبين مناخاً إيجابياً داعماً للتميز والإبداع، وذلك لأن التوجه العام لإدارتها ومعلميها وطلبتها وأولياء الأمور محكوم دائماً بمعايير التميز والتطوير في جميع جوانب العملية التربوية.
ب‌) تقليل فرص شعور الطلبة الموهوبين بأنهم أشبه بالغرباء أو المنبوذين من قبل زملائهم العاديين، ذلك أن مدارس الموهوبين تقبل طلبة بنفس القدرات والميول والاتجاهات، لذا يكون التجانس قريب جداً.
ت‌) تصميم المناهج في هذه المدارس يستجيب لحاجات الموهوبين ويتحدى قدراتهم حتى لا تتكرر مآسي الضجر والملل التي يمر بها الموهوبون في المدارس العادية.
ث‌) كفاءة الهيئتين الإدارية والتعليمية عالية جداً وعلى علم ودراية بسبل التعامل السليم مع الموهوبين، ولهم اتجاهات إيجابية نحو تعليمهم ، مما يقلل فرص عدم التوافق أو مصادر الضغوط على الموهوبين التي يشعرون عادة في المدارس العادية.
ولكن هذا النظام كان عرضة لانتقادات عديدة منها :
1-تجميعهم في مدرسة واحدة يؤدي إلى زيادة حدة التنافس بينهم مما يولد ضغط لديهم قد يؤذيهم و يؤدي إلى انسحابهم .
2-ليس هناك تجانس تام بين جماعات المتفوقين لأن بينهم الكثير من الفروق الفردية , وهذا يعني إن حاجاتهم متمايزة و لا يجوز تجميعهم .
3-إن وجود المتفوقين في مدارس التربية خاصة بهم يثير الكثير من المشكلات التي تتصل بسوء التكيف الشخصي و الاجتماعي لأنه بحاجة بان يشعر بان له دوراً و مكانة بين جماعة الأقران
3. المدارس الأهلية:
تتميز بعض المدارس الأهلية بمرونة كبيرة في النظم الإدارية والفنية تسمح بعملية التسريع للطالب الواعد، كما أن هذه المدارس يكون بها إمكانات في المختبرات والمعامل والمكتبات لا تتوافر عادة في المدارس العادية، علاوة على قلة عدد الطلبة في الصف الواحد . كل ذلك يجعلها خياراً مناسباً لاستقطاب الموهوبين من كافة طبقات المجتمع.
4. مدرسة ضمن مدرسة:
هذا الخيار شبيه بالفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية، حيث تستضيف المدرسة العادية مدرسة الموهوبين الخاصة بكامل هيئتيها الإدارية والفنية لتستفيد من الإمكانات المتاحة في المبنى. وهنا يقوم أساتذة متخصصون بتعليم الموهوبين المواد الأكاديمية؛ بينما يندمج الموهوبون مع أقرانهم العاديين في النشاطات اللامنهجية واللاصفية.
5. الصفوف الخاصة:
وهي نوع من الصفوف التي تنشأ ضمن إطار المدرسة العادية و التي تخصص لها في الغالب المناهج و البرامج الدراسية المقررة للعاديين , ولكن بطريقة أكثر ثراءً بحيث تأتي ملبية لحاجاتهم المختلفة , وتعمل على تنمية مستوى قدراتهم و استعداداتهم
لهذا النوع من التنظيم عدة أشكال بحسب الحاجة. فقد يحدد فصل من فصول الصف الدراسي لكافة الطلبة الموهوبين في ذلك المستوى أو العمر الزمني، بحيث يدرسوا أساسيات ذلك الصف بالإضافة إلى إثرائهم وتنمية بعض المهارات لديهم، كمهارات التفكير الابتكاري، مهارات اتخاذ القرار، مهارات التفكير الناقد. وفي المرحلة الثانوية يمكن تخصيص فصل خاص لدراسة بعض المقررات الجامعية المتخصصة . كما أن هناك فصول تخصص للدراسة الحرة والمقررات الاختيارية يُجمع فيها الموهوبون في هيئة حلقة بحث للمناقشة والتشاور وعرض الآراء.
6. الصفوف الخاصة والمؤقتة المعزولة جزئياً :
يقوم هذا الشكل على تجميع الطلبة المتفوقين في بعض المقررات الدراسية فقط , في حين يستمرون مع زملائهم العاديين في الصف العادي . ومثال هذا الشكل من أشكال التجميع مدرسة هولنجورث .
و كان الهدف من مثل هذا الشكل من أشكال التجميع هو التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن وضع المتفوقين في المدارس الخاصة , أو الصفوف المعزولة إذ لا تخلو هذه الأشكال من بعض المشكلات التي تتعلق بالتكيف الشخصي و الاجتماعي للمتفوقين من مثل الغرور , و لأنانية , أو العجرفة , أو الشعور بالعزلة



7. المجموعات غير المتجانسة الدائمة:
تضم هذه المجموعات ما يلي:
(أ‌) فصول الأعمار المتعددة:
تقوم المدرسة بدمج مجموعة من صف معين مع مجموعة أخرى من صف آخر، مثلاً : مجموعة من الطلبة الموهوبين بالصف الرابع الابتدائي مع مجموعة من الطلبة الموهوبين بالصف الخامس، بحث يتفاعل الأصغر سناً مع الأكبر سناً ويستفيدون من خبراتهم عندما يدرسون سوياً بعض الخبرات الأكاديمية ذات الاهتمام المشترك أو المهارات المطلوب، كمهارات التفكير المختلفة.
(ب‌) المجموعات العنقودية:
له أشكال مختلفة تضم :
1- وضع مجموعة من الطلبة الموهوبين في صف خاص.
2- وضع مجموعة من الموهوبين في صف الإسراع أو صفوف الشرف.
3- وضع مجموعة من الموهوبين (5-10) طلبة في صف للعاديين.
(ت‌) الدمج:
هو معمول به بشكل طبيعي حيث يتم إبقاء الموهوبين في الصفوف العادية مع أقرانهم العاديين، ويتم إثرائهم بخبرات مناسبة لقدراتهم وتلبي حاجاتهم الخاصة، أو أنهم يسرعوا في موضوعات معينة يدرسوها مع أقرانهم العاديين في صفوف أعلى.




8. المجموعات المؤقتة:
يضم هذا التنظيم ما يلي
أ‌) برامج السحب:
وهو شائع الاستخدام ومعمول به حتى مع غير الموهوبين، حيث يتم سحب الموهوب من الصف العادي لبعض الوقت للدراسة في صف أعلى من الذي مسجل به كنوع من الإسراع، أو ليعطى جرعات إثرائية في غرفة مصادر التعلم أو المعامل والمختبرات والورش.
ب‌) برامج غرف مصادر التعلم:
موجود في معظم المدارس لخدمة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، والطلبة العاديين بشكل عام. وهي تستخدم للموهوبين لمتابعة تقصي قضية معينة أو مشروع تحت إشراف معلم غرفة مصادر التعلم أو معلم الموهوبين بطلب من معلم الصف الذي غالباً ما يكون مشغولاً في تدريس ومتابعة الطلبة العاديين. وهي تستخدم في برامج السحب لبعض الوقت.
ج) الفصول المؤقتة:
الفصول الخاصة لبعض الوقت، هي خيار لتجميع الموهوبين ذوي الميول والقدرات المتشابهة في فصل خاص لبعض الوقت خلال الأسبوع لدراسة موضوعات متقدمة أو لاكتساب مهارات لا تقدم عادة في الصف العادي.
د‌) مجموعات الميول الخاصة والنوادي :
هو خيار سهل ومعمول به في المدارس حيث تنظم الجمعيات الأسبوعية في ميول معينة كجمعية اللغة الانجليزية، جمعية الرياضيات،... الخ، لممارسة نشاطات إثرائية . وقد تتطور هذه الجمعيات إلى نوادي أدبية أو لغوية أو فنية أو علمية تقام فيها المسابقات وتطور فيها المهارات الشخصية للطلبة.

الفصل الرابع ( التجارب العالمية والعربية في رعاية المتفوقين )
التجارب العالمية في رعاية المتفوقين:
أ- اليابان:
تشير الدراسات إلى أن اليابان تعتبر أمة من 115 مليون متفوق, وتأتي في مقدمة دول العالم ذات الانجاز العالي.
ومما ذكر في هذا المجال مقالة وردت في مؤلف (الموهوبين الدوليين) من إعداد ( دورثيسيسك) عام1982م , وكان عنوان مقالته ( عشرة دروس يمكن الاستفادة منها في طرائق تنمية قدرات الموهوبين و المتفوقين في اليابان) والتي تتمثل في:
1- يهتم المعلمون في اليابان بالأطفال الموهوبين والمتفوقين عن طريق تنمية القدرات و المهارات عند مختلف الأطفال وتنمية الابتكارية.
2- عدم وضع قيود على الامتياز والتفوق , فلا يوجه اللوم أو النقد أو السخرية لفرد معين لكونه يعمل بجد تام , أو يقوم بأداء عملهم بطريقة حسنة أو ما شابه ذلك.
3- المساعدة على تنمية مواهب و قدرات الطفل قبل سنوات الالتحاق بالمدارس حيث تثار وتوجه دوافعه و يشجع بحماس لإظهار مهاراته الابتكارية.
4- النظر إلى كل طفل على أنه يمكن أن يكون موهوباً ومتفوقاً , حيث تستخدم طرائق التدريس المناسبة والخاصة , والأدوات التعليمية والأنشطة التي تصلح جميعها لكل تعليم وكل طفل.
5- روعي في وضع وتعميم الأدوات التي يستخدمها الأطفال الصغار تحت إشراف الآباء أن تنمي الابتكارية والإبداع عند الصغار , وأن تُساعد على إظهار مواهبهم .
6- التدريب الجماعي أو تدريب الفريق على الابتكارية.
7- تعاون الآباء والمعلمون في تنمية المهارات التي تؤدي إلى الابتكارية من العناصر الأساسية في العملية التربوية في المنزل والمدرسة والمجتمع , وحيث يقوم كل فرد بالتدريب عليها والمثابرة في أداء العمل بحيث يعتبر ذلك منهجاً أساسيا في حياته.
8- البحث الدائب عن أفكار و إبداعات جديدة.
9- التعلم بالتوجيه الذاتي.
10- النظرة البعيدة التي تطبع المستقبل للثقافة اليابانية بطابع يؤثر بدرجة كبيرة على تعليم العباقرة و المتفوقين من الأطفال في المجتمع الياباني , وحيث يعتبر ذلك مرجعاً للمعلمين في اليابان , وأينما يوجد الفرد , فهناك التأكيد القوي على النظرة البعيدة.
ب- السويد:
توجد المدرسة الشاملة في السويد والتي تتيح التنوع في القدرات الخاصة في مرحلة عمر تمايز هذه القدرات 13-16 سنة , وحيث تقدم المدرسة الشاملة برامج متنوعة تسمح باستغلال قدرات وطاقات المتفوقين عقلياً.
والاهتمام في السويد قائم على توفير التربية لكل فرد و إنماء شخصيته , وفق متطلبات التربية الحديثة , مع تنمية النشاط الحر و التركيز على مفهوم الذات وتنمية الثقة بالنفس والاستقلالية, وإتاحة فرص التعليم الذاتي.
جـ - فرنسا:
تسمح فرنسا بإتاحة الفرصة أمام الطفل الموهوب في رياض الأطفال بالدخول قبل السن القانونية . بعد موافقة مدير المدرسة الابتدائية , كما يسمح للطفل المتفوق داخل المدرسة الابتدائية بالارتقاء في صفوف المدرسة الابتدائية بالارتقاء في صفوف المدرسة الابتدائية.
وفي المدرسة الثانوية يسود الاتجاه إلى نظام الصفوف ذات المستوى غير المتجانس , وليس هذا في مصلحة المتفوقين , وان كان المستوى الثالث الثانوي يتبع فيه الانتقاء الصارم للطلاب, والنظام القديم في فرنسا كان يتيح تعليم الصفوة من الموهوبين , إلَّا أن التعليم الشامل في فرنسا في الوقت الحاضر لا يعطي اهتماماً كبيراً لتنمية المتفوقين.
وفي عام 1971م تأسست الجمعية الوطنية للأطفال المتفوقين عقلياً, وبدأت وزارة التربية الفرنسية بالتخطيط لبعض البحوث التي تتصل بالطفل المتفوق في المدرسة.
د – الولايات المتحدة الأمريكية:
تتعدد البرامج الخاصة برعاية المتفوقين عقلياً , ويتبع في الولايات المتحدة في المدارس الابتدائية و الثانوية و الجامعات , أكثر من نظام في تربية المتفوقين منها التجميع و الإثراء والتسريع
ومع قدوم 1990 م ونهاية القرن العشرين قامت أمريكا في 50 ولاية بتخصيص ميزانيات كبيرة جنباً إلى مع استصدار تشريعات و قوانين لتعليم الموهوبين،حيث قام الرئيس ( جيفرسون ) بتقديم اقتراح وهو تجميع أفضل العباقرة في مدرسة خاصة في ولاية فيرجينيا, وهكذا تم إنشاء مدرسة توماس جيفرسون الثانوية للعلوم  ، وكذلك أنشأت مدرسة برونكس الثانوية وتعتبر من أقدم المدارس التي أنشأت لرعاية ذوي القدرات الخاصة ويقوم العمل في هذه المدرسة على فكرة الإثراء التعليمي ، وتقديم مواد مكثفة في مجال العلوم والرياضيات بالإضافة إلى المدارس الخاصة التي ذكرت فإنه يوجد عدد من المراكز التي تهتم بشئون الطلبة المتفوقين ، والتي تهتم بتقديم برامج اثرائية خلال فصل الصيف ، ومن أمثلة تلك المراكز ( مركز القرن الحادي والعشرين 21 ) الذي يهتم بتقديم أنشطة إثرائية لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية المتفوقين وهي عبارة عن قراءات إضافية في مادة الرياضيات تسمح لهم بالانتقال من خلالها لصفوف أعلى .
هذا ويكشف التقرير المسحي للمركز القومي لأبحاث المتفوقين والموهوبين ( NRC /GT) عام 1999 عن تميز إلزامي للطلاب المتفوقين والموهوبين في 30 ولاية أمريكية في المدارس الثانوية ويشير التقرير إلى ضرورة الاهتمام باحتياجات هذه الفئة والعمل على تلبيتها
التجارب العربية في مجال رعاية المتفوقين:
أولاً: الأردن:
أ‌)      مركز التميز التربوي:
أنشئ مركز التميز التربوي في مطلع عام 1992 بهدف إعداد الكوادر التعليمية واختيار الطلبة وتطوير الخطط الدراسية والمناهج تمهيداً لافتتاح مدرسة اليوبيل في بداية العام الدراسي 1992/1993. واستمر المركز في تطوير برامجه الفنية وتقديم خدماته النوعية عن طريق دائرة الاختبارات والبحوث والتطوير التي نمت مع تزايد حاجة اليوبيل والمجتمع التربوي محلياً وعربياً – لنماذج تربوية متمايزة تستجيب لاحتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين والكوادر العاملة على اكتشافهم ورعايتهم.
وقبل نهاية عام 2000، تم فصل المركز عن مدرسة اليوبيل وأُلحقا معاً بمعهد اليوبيل الذي ينضوي تحت مظلة مؤسسة الملك الحسين. وأصبح للمركز شخصية اعتبارية واستقلالية كمؤسسة أهلية غير حكومية وغير ربحية.
تتلخص رسالة المركز في السعي نحو تحسين التعليم وتطويره على الصعيدين المحلي والإقليمي من خلال اعتماد معايير الجودة والتميز العالمية في جميع نشاطاته التي تُغطي جميع جوانب عملية التطوير التربوي ولا سيما في مجالات توجيه التعليم الصفي لتنمية مهارات التفكير والإبداع وتدريب الكوادر التعليمية واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وتطوير المناهج وأساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين ورعايتهم بشكل خاص.
تتمثل رسالة مركز التميز التربوي في: تطوير العمليات التعليمية والتعلّمية على الصعيدين المحلي والعربي من خلال التدريب والبحوث والاستشارات، مع التركيز بشكل خاص على تطوير برامج تنمية الموهبة والإبداع والقيادة والتميز التربوي.
أهداف المركز:
·       إعداد وتطوير المناهج والخطط الدراسية – في مجالات مختارة- المناسبة للطلبة الموهوبين والمتفوقين في مراحل التعليم الأساسي والثانوي.
·       إعداد وتنظيم البرامج التدريبية والندوات التربوية للكوادر المدرسية التعليمية والإدارية بإشراف خبراء وطنيين ودوليين.
·       تطوير الاختبارات وأدوات التشخيص وبرامج الإرشاد اللازمة للكشف عن الأطفال الموهوبين والمتفوقين وإرشادهم.
·       تطوير أساليب استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريب.
·       تطوير نُظم تقييم الأداء المدرسي ومعايير المساءلة والمشاركة في التربية والتعليم.
·       تقديم الاستشارات المهنية للمدارس ومراكز رعاية الموهوبين والمتفوقين والباحثين والمربين وأولياء الأمور.
·       إنشاء وتطوير قواعد معلومات متخصصة في مجالات الموهبة والتفوق والإبداع وإقامة شبكة من العلاقات المهنية مع المؤسسات التربوية الريادية داخل الأردن وخارجه.
مجالات العمل:
·       تشمل نشاطات المركز المجالات الآتية:
·       استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة في التعليم.
·       إرساء معايير لقياس فاعلية المدرسة و كفاءتها وأسس اعتمادها والمعايير الخاصة بتأهيل المعلمين وتدريبهم.
·       تقديم خدمات القياس والاختبارات والكشف عن الموهوبين
·       تطوير برامج اثرائية لتعليم الموهوبين.
·       إجراء الدراسات والبحوث الميدانية حول قضايا التطوير التربوي وتحسين التعليم.
·       عقد البرامج التدريبية والتطويرية والتأهيلية للمعلمين والمديرين (قبل الالتحاق بالخدمة وأثناء الخدمة).
·       دور القيادة والإدارة في إحداث التغيير وتطوير التعليم.
·       تطوير شبكات معلومات وقواعد بيانات تعليمية وتربوية.
·       تعليم ورعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين.
المتعاونون مع المركز:
·       المؤسسات التربوية الحكومية والأهلية والخاصة في الأردن والمنطقة العربية.
·       الكوادر التربوية في مدارس التعليم الأساسي والثانوي الحكومي والأهلي.
·       الباحثون والدارسون.
الإدارة والتنظيم:
مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين هو السلطة العليا التي تضع السياسات العامة للمركز وتُقر موازنته. بينما تتولى اللجنة التنفيذية لمعهد اليوبيل الإشراف المباشر على عمل المركز ومتابعة تنفيذ خطط العمل ومراقبة حساباته. ويقوم على إدارة المركز مدير عام يعاونه مديرو الدوائر الرئيسية الأربع للمركز وهي: التدريب والمناهج، الاختبارات والإرشاد، أنظمة المعلومات و تقنيات التعليم، و التمويل والعلاقات، وتتم الاستعانة في بعض الأحيان بخبراء مختصين من الأردن والخارج لتنفيذ مشروعات معينة على أسس تعاقدية.
التمويل:
·       تتأتى إيرادات المركز من:
·       دخل الأنشطة والخدمات المقدّمة.
·       المنح والهبات والتبرعات.
·       الدعم المباشر من مؤسسة الملك الحسين.
ب‌)  مدرسة اليوبيل في عمان :
مدرسة ثانوية مستقلة غير حكومية , غير ربحية , داخلية,, مختلطة , تقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً و متوازناً للطلبة المتفوقين أكاديمياً مدة أربع سنوات , ومن الصف التاسع وحتى الصف الثاني الثانوي , ويقتصر برنامجها على طلبة التفرغ العلمي, وتعتبر مؤسسة نور الحسين هي الجهة المسؤولة إدارياً مالياً عن المدرسة.
أهداف المدرسة:
·       تطوير الاستعدادات الأكاديمية والجوانب الشخصية للطلبة , وتنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي والمهارات القيادية لهم من خلال البرامج التعليمية و البرامج اللاصفية المصاحبة.
·       العمل مع مركز التميز التربوي "التابع لمؤسسة الملك الحسين"" على تنمية الوعي العام باحتياجات الطلبة المتفوقين و أساليب رعايتهم من خلال البرامج التعليمية والإرشادية والدراسات المتخصصة.
·       تلبية الاحتياجات الأكاديمية و الانفعالية الخاصة بالطلبة المتفوقين والموهوبين.
·       مساعدة الطلبة في الانتقال من مرحلة اكتساب المعرفة إلى مرحلة توظيفها في استقصاء ومعالجة مشكلات حقيقة في عالم الواقع.
·       تنمية مفهوم الذات , وتقوية مشاعر الانتماء و الإحساس بالمسؤولية نحو المجتمع.
·       العمل كنموذج للتميز التربوي , مركز إشعاع لنقل الخبرات المدرسة و برامجها للمدارس والمجتمع داخل الأردن وخارجه.
·       تطوير مستويات عليا من مهارات الاتصال الشفهية و المكتوبة.
·       تزويد الطلبة بخبرات تعليم فريدة في مختلف الميادين.
·       تقديم برنامج تربوي متوازن يرتكز على قاعدة علمية متينة , ويوفر فرصاً لتطوير مهارات التفكير العليا وحل المشكلات واتخاذ القرار.
·       تقديم خبرات تربوية متنوعة للمؤسسات التعليمية الحكومية و الخاصة من خلال ورش العمل والبرامج التدريبية للهيئات الإدارية و التعليمية.


ثانياً: جمهورية مصر العربية:
مدرسة عين شمس بالقاهرة:
وهي مدرسة تضم الموهوبين و المتفوقين دون غيرهم من الطلاب , بدأ التدريس فيها عام 1955م, والغرض من إنشاء هذه المدرسة هو إعداد و رعاية المتفوقين علمياً واجتماعياً و رياضياً و صحياً ونفسياً بغرض تنمية قدراتهم و إبراز مواهبهم و ضمان استمرار تفوقهم و حُسن رعايتهم وتهيئة الظروف الدراسية و إتاحة الفرص أمامهم للنمو المتكامل , والوصول بقدراتهم إلى أقصى ما يمكن , حتى يتحقق لهم استغلال طاقاتهم إلى أقصى حد ممكن .
أهداف المدرسة:
1- إعداد جيل من المتفوقين لتولي قيادات مهام البناء في المستقبل لدولة تسعى لبناء نفسها على أسس علمية .
2- الكشف عن الميول و الاستعدادات و تنميتها و صقلها و توجيهها وجهة اجتماعية علمية سليمة , ومعاونة المتفوقين على مواصلة تقدمهم و تفتح إمكاناتهم و تدريبهم على التفكير و البحث العلمي و الابتكار و التجديد و الاختراع.
3- ربط الشباب المتفوق بالفكر و العمل الوطني حتى لا ينعزل عن مجرى الأحداث.
4- تدريب الشباب المتفوق على فهم طبيعة مشكلات مجتمعه و المساهمة الايجابية في حلها عن طريق التخطيط السليم و التفكير العلمي المنظم و السلوك القويم .
5- ربط الشباب المتفوق بالمجتمع العربي و الخارجي ربطاً متمشياً مع المبادئ و الاتجاهات العربية.
كما تقدم هذه المدرسة رعاية متنوعة للمتفوقين تشمل:
1- الرعاية العلمية: وتتمثل في الأنشطة العلمية التي يشترك فيها الطلاب , و المشروعات العلمية التي يقومون بتنفيذها , والزيارات العلمية و الرحلات العلمية التي يقومون بها , وتجهيز المعامل الدراسية بالأجهزة العلمية, وإعداد المكتبة و تزويدها بالمراجع و الكتب التي تناسب الطلبة المتفوقين.
2- الرعاية التربوية والنفسية: وذلك عن طريق تقديم خدمات التوجيه والإرشاد و مجموعة من الخدمات تهدف إلى مساعدتهم على فهم أنفسهم و فهم مشكلاتهم و الاستفادة من أمكانتهم و قدراتهم و استعداداتهم و ميولهم , حتى يمكنهم تحديد أهداف تتحقق مع هذه القدرات والإمكانات من جهة , و إمكانات المجتمع من جهة أخرى , واختيار الطرق التي تمكنهم من حل مشكلاتهم حلولاً علمية تؤدي إلى حسن تكيفهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه.
3- الرعاية الاجتماعية: كان من أول العوامل لتحقيق الرعاية الاجتماعية و أهمها , هو العامل المادي حتى تضمن المدرسة للطالب توافر الاستقرار الاقتصادي , وبخاصة وهو في عزلة عن أسرته فلابد من توافر قدر من المال يكفي لمصروفه الشخصي.
وبذلك ضمنت المدرسة إلى حد كبير عدم تأثر شخصيات هؤلاء الطلاب بالعوامل المادية و بالتالي تؤثر على تحصيلهم الدراسي.
4- الرعاية الصحية: يوجد بالمدرسة وحدة صحية مدرسية تجريفي بداية كل عام دراسي فحصاً طبياً شاملاً على الطلاب المستجدين لتشخيص الأمراض التي لديهم, ثم تتولى علاجهم.
وبالنسبة للتغذية فيتم توفير أغذية كافية من حيث الكم و الكيف تتناسب مع ما يبذله هؤلاء الطلاب من طاقة عقلية و بدنية..


ثالثاً: المملكة العربية السعودية:
خطت المملكة العربية السعودية خطوة حضارية تتمثل في برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وهي مبادرة تعتبر ترجمة لما نصت عليه السياسة التعليمية التي حددت من ضمن أهدافها :
- ( الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الفرص والإمكانات المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ووضع برامج خاصة لهم ) .
وقد اكتمل لهذا البرنامج الأساس العلمي من خلال البحث العلمي الذي تم بدعم وإشراف وتمويل من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وبتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتي استمرت خمس سنوات ، وخرجت بتسعة مجلدات تضمنت المقاييس العلمية المقننة على المجتمع السعودي التي سيتم بواسطتها الكشف والتعرف على الطلاب الموهوبين ، كما تضمنت نماذج لبرامج في الرعاية الإثرائية في العلوم والرياضيات .
ويهدف البرنامج إلى تحقيق:
-تطوير برنامج متميز يتضمن إعداد الاختبارات والأساليب والطرق العلمية التي تستخدم في التعرف على الأطفال الموهوبين والكشف عنهم .
- تقديم الرعاية العلمية والتعليمية للطلاب الموهوبين على شكل برامج إثرائية إضافية
- تشجيع الطلبة الموهوبين في التعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم واختراعاتهم على شكل مسابقات وجوائز مادية ومعنوية .
- تقديم الرعاية النفسية والاجتماعية للموهوبين .
وفي عام 1419هـ أعلن عن تأسيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي يرعاها ويرأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وتتركز أولويات المؤسسة في رعاية الموهوبين في المراحل العمرية المبكرة ، وربط الموهبة باحتياجات التنمية والتقدم بالإضافة إلى إنشاء هيئة متخصصة بتسويق إبداعات الموهوبين لدى القطاع المستخدم ، ويتمثل مهام المؤسسة في الآتي:
- توفير الدعم المالي لبرامج مراكز الكشف عن الموهوبين ورعايتهم .
- توفير المنح للموهوبين لتمكنهم من تنمية مواهبهم وقدراتهم .
- إنشاء جوائز في مجالات الموهبة المختلفة .
- إعداد البرامج والبحوث والدراسات العلمية في مجال اختصاصها ودعمها .
- تقديم المشورة للجهات الحكومية وغير الحكومية لغرض رعاية الموهوبين .
رابعاً: الجمهورية العربية السورية:
لقد ازداد الاهتمام برعاية المتفوقين في الجمهورية العربية السورية بعد الحركة التصحيحية المجيدة, ومن مظاهر الاهتمام تقديم المنح المالية لهم وذلك عملاً بأحكام المرسوم التشريعي رقم33 تاريخ 5/8/1971م . وتعديلاته, للطلبة الأوائل في نتائج الشهادتين الإعدادية والثانوية بفروعها المختلفة.
كم تقوم وزارتا التربية والتعليم العالي بتنظيم حفلات التكريم و تقديم الجوائز العينية للمتفوقين في التعليم ما قبل الجامعي
وتقوم رؤية وزارة التربية في تعليم المتفوقين على:
تعزيز نوعية التعليم وتطبيق مبادئ الجودة الشاملة و تعميق ترابطها مع متطلبات النهوض التنموي الشامل.
وبناءً على ما تقدم تم إحداث مدارس المتفوقين في العام 1998م-199م بعدد (15) مدرسة, واحدة في كل مركز محافظة و مدرستين في محافظة الحسكة لتباعد مناطقها.
يجرى للراغبين بالانتساب إلى هذه المدارس اختبار قبول في اليوم الثاني من الأسبوع الإداري من العام الدراسي. و توضع للمتقدمين درجات لهذا الاختبار و تقدر درجته من(100),ويتم بعد ذلك تفاضل بين المتقدمين وفق تسلسل درجات الطلبة حسب الدرجة النهائية التي حصلوا عليه. وتكون كثافة الشعبة الواحدة بين 20-30 طالباً
شروط القبول في هذه المدارس:
أ- في الصف السابع الأساسي:
يشترط في المتقدم الحصول على 90% من النهاية العظمى لمجموع درجات الصف السادس الأساسي. و أن يحصل على درجة 60 في اختبار القبول الذي تجريه وزارة التربية, ويتم حساب الدرجة النهائية للتلاميذ المتقدمين وفق الآتي: ( درجة النجاح في الصف السادس الأساسي÷ 2) + ( درجة الاختبار × 4)= النتيجة النهائية.
ب – في الصف الأول الثانوي:
أن يكون حاصلاً على(261) درجة فما فوق في امتحان شهادة التعليم الأساسي , وأن يحصل على درجة 60 في اختبار القبول الذي تجريه وزارة التربية .
ويتقدم لامتحان القبول الطلبة من المدارس العادية ( الرسمية والخاصة) ومدارس المتفوقين و يخضعون للشروط نفسها, ويتم حساب الدرجة النهائية للطلاب المتقدمين وفق الآتي: ( درجة الطالب في الصف التاسع الأساسي + درجة الطالب في الاختبار المركزي).
اختيار المدرسين :
يتم اختيار المدرسين في مدرسة المتفوقين وفق المعايير المحددة من قبل الوزارة و تكون الأفضلية في الاختيار لتوفر الخصائص منها :لديه خبرة في مجال التدريس لا تقل عن خمس سنوات و حائز على دبلوم التأهيل , وقادر على التعامل مع الطلبة المتفوقين . بالإضافة إلى أن يتمتع بعدد من الخصائص الشخصية و الاجتماعية و النفسية و الجسمية
الخاتمة
من خلال العرض السابق لمعظم الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين كما وردت في أدبيات التخصص، يُلاحظ التنوع الواضح والمرونة، فعلى المسئولين عن رعاية الموهوبين الأخذ بما هو أجدر بالتطبيق ضمن حدود الإمكانات المتاحة، مع ضرورة التخطيط السليم وتوفير الكوادر المؤهلة المدربة، فقد أكدت الدراسات والبحوث أن ليس كل معلم متميز يصلح لأن يكون معلماً للموهوبين، كما بينت الدراسات أنه ليس كل ما يعطى للموهوب من خبرات إضافية يُعد إثراء له. إن استخدام أي خيار مما سبق عرضه هنا محفوف بمخاطر جمة إلا إذا تم التخطيط السليم له، وأخذت في الاعتبار خصائص وحاجات الفئة المستهدفة، وكذا الإمكانات المادية والبشرية المتاحة. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدول العربية في مجال رعاية الموهوبين و المتفوقين فإننا نجد لدى مقارنتها بالدول المتقدمة في هذا المجال بسيطة, فنقولها بصراحة إن الدول التي تقدمت في هذا المجال إنما قامت بذلك الأمر انطلاقاً من شعورها بأهمية هذه الفئة , والدور الكبير المتوقع منها مستقبلاً, وكذلك الصدق في ما يخططون له .
أمّا نحن في البلاد العربية فنحن نستطيع أن نتحدث عن معظم مشاريعنا( وليس كلها ), تعد تقليد أعمى للآخرين , والعشوائية والمزاجية في التطبيق , إضافة إلى تجاهل الحاجات النفسية للمتفوقين في كل ما تم عرضه من تجارب عربية , والضبابية التي تسود بعض القرارات التي تصدرها وزارات التربية على مستوى الرعاية التربوية, ومهما يكن من أمر, فلا بد من القول أن تصل متأخراً خيراً من أن لاتصل أبداً , ولكن علينا أن لا نرضى بن نبقى في الصفوف الخلفية في هذا المجال.
وختاماً نتمنى أن يكون عندنا برامج لرعاية هؤلاء المتفوقين الذين هم الثروة الحقيقية للوطن ، وأن نسخر لهم كل الإمكانات لتنمية مواهبهم ، وأن يكون لدى المجتمع ككل من بيت ومدرسة وحي وعي بأهمية هذه الثروة وبكيفية التعامل مع هؤلاء النوابغ.
ونسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لما فيه الخير لنا ولأمتنا الإسلامية وأن ينفع بنا وبعلمنا المسلمين وأن يتقبل عملنا وأن يكون خالصاً لوجهه عز وجل.
وندعو كما قال سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – " اللهم اجعل عملي كله صالحاً، ولوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ".
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .













المراجع
1)     أسامة محمد البطانية , و آخرون,( علم نفس الطفل غير العادي), دار المسيرة , عمان , 2007م.
2)    صالح محمد أبو جادو, ( تعليم التفكير النظرية والتطبيق), الطبعة الأولى , دار المسيرة , عمان , 2007م.
3)    غسان أبو فخر ,( التربية الخاصة بالمتفوقين) ,منشورات جامعة دمشق , دمشق , 2004م.
4)     غسان أبو فخر ومها زحلوق, وآخرون , (التربية الخاصة بالطفل),منشورات جامعة دمشق, مركز التعليم المفتوح,2005-2006م.
5)    محمد عبد المحسن التويجري ,وعبد المجيد سيد أحمد منصور, ( الموهوبون أفاق الرعاية و التأهيل بين الواقعين : العربي والعالمي) , الطبعة الأولى, مكتبة العبيكان , الرياض,2000م.
6)    أنيس حروب , ( نظريات و برامج في تربية المتميزين و الموهوبين ), الطبعة الأولى , دار الشروق, عمان,1999م.
7)    أمل عبد السلام الخليلي,( تنمية قدرات الابتكار لدى الأطفال), الطبعة الأولى, دار الصفاء , عمان , 2005م.
8)    ( تعليم الموهوبين و المتفوقين), ترجمة: عطوف محمود ياسين, المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر, دمشق , 2001م.
9)    مها زحلوق ,( التربية الخاصة بالمتفوقين)، دمشق ، مطبعة قمحة ، 2001 .
10)           نادية هايل السرور،(مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين), دار الفكر, عمان, 2003م.
11)           زكريا الشربني ويسري صادق,( أطفال عند القمة , الموهبة والتفوق والإبداع),الطبعة الأولى, دار الفكر العربي ,القاهرة , 2002م.
12)           رمضان عبد الحميد محمد الطنطاوي,( الموهوبون أساليب رعايتهم وأساليب التدريس لهم ), القاهرة , 2001م.
13)           أحمد قحطان الظاهر, ( مصطلحات ونصوص انجليزية في التربية الخاصة),دار اليازوري,عمان,2004م.
14)           أحمد قحطان الظاهر, (مدخل إلى التربية الخاصة), دار وائل ,عمان, 2005م.
15)           ربحي مصطفى عليان و عبد الحافظ سلامة,( إدارة مراكز مصادر التعلم),دار اليازوري ,عمان, 1997م.
16)           عبد المطلب أمين القريطي, ( سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة و تربيتهم ), الطبعة الرابعة, دار الفكر العربي, القاهرة , 2005م.
17)           أسامة حسن محمد معاجيني,(الخيارات التربوية لرعاية الموهوبين), جدة,2007م.
18)           ريم نشابة معوض ,(الولد المختلف),الطبعة الرابعة, دار العلم للملايين,بيروت,2004م
19)           خولة أحمد يحيي, ( البرامج التربوية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ), دار المسيرة, عمان,2004م.
20)           ( مدارس المتفوقين في الجمهورية العربية السورية) , وزارة التربية , مديرية البحوث, دائرة التربية الخاصة.
21)           د . يحيى الغوثاني: الجهود العالمية والعربية لرعاية المتفوقين الموهوبين/2006م
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8469
22)           مركز التميز التربوي
http://www.cee.edu.jo/index.htm
23)           منتدى الفراشات النسائي
http://alfrasha.maktoob.com/search.php?do=getnew
24)           ( أهـمية الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين )
أد. عبد الرحمن سيد سليمان ( موقع أطفال الخليج )             http://www.gulfkids.com
25) أهم خصائص المتفوقين والموهوبين                          د. نوره السليمان
26) مشاكل الموهوبين والمتفوقين                                 د. نوره السليمان






فهرس المحتويات
اسم الموضـــــــــــــــــــــــــــــوع                                                        رقم الصفحة
المقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .....................................................................................................................................      2      
الفصل الأول ( لماذا المتفوقين؟ ) ....................................................................................................     4
رعاية المتفوقين ضرورة لتقدم الأمة....................................................................................................     4
أهمية التعرف على الأطفال المتفوقين والموهوبين........................................................................     4
مراحل الكشف والتعرف على المتفوقين والموهوبين.......................................................................     6
الفصل الثاني ( المتفوقون – من هم؟ ) ..........................................................................................     9
خصائص المتفوقين والموهوبين...........................................................................................................     9
مشاكل الموهوبين والمتفوقين ..............................................................................................................     22
الفصل الثالث ( برامج رعاية المتفوقين ) .......................................................................................     30
ضرورة توفير تربية خاصة بالمتفوقين..............................................................................................     30
الاتجاهات السائدة نحو تعليم المتفوقين...........................................................................................     32
برامج رعاية المتفوقين............................................................................................................................     35
أولاً: برامج التسريع الأكاديمي............................................................................................................     38
ثانياً: برامج الإثراء (الإغناء) ............................................................................................................     44
ثالثاً: أساليب تجميع المتفوقين............................................................................................................     51
الفصل الرابع ( التجارب العالمية والعربية في رعاية المتفوقين ) ...........................................     59
التجارب العالمية في رعاية المتفوقين..............................................................................................     59
التجارب العربية في مجال رعاية المتفوقين...................................................................................     62
الخاتمة.......................................................................................................................................................     71