اختر اللغة

البحث

سبع طرق لإشعال فتيل مشاركة الطلاب

*الكاتبة:تشارلي آبلا

*ترجمة:عبدالقادر الكمزاري

نتيجة بحث الصور عن مشاركة الطلاب
يعتبر ربط الطلبة بتعلمهم وتعزيز كل ما من شأنه تحقيق ذلك غايةً جديرةً بالاهتمام، لذا يستعرض هذا المقال بعض الاستراتيجيات والطرق البسيطة للقيام بذلك.
يعتبر الكثير بأن انخراط الطلبة ومشاركتهم في عملية التعلم كالمشاركة بجائزة اليانصيب، فللوهلة الأولى من سماعك عنها، سيبدو لك بأن الفوز بها سهل جداً، ولكن تبدأ لاحقاً في قراءة الاحتمالات المتوقعة، وفرص الفوز المتاحة، بينما الخبر السار هنا والمتعلق بمقالنا بأن هناك عدة استراتيجيات فاعلة تساعد في منحك فرصاً أكثر للفوز بمشاركة الطلاب وانخراطهم بعمليات التعلم المختلفة.
حيث تشير مجموعة متنامية من البحوث في مجال التعليم والعلوم الاجتماعية إلى إمكانية إثارة فضول الطلاب بطرق تعزز ارتباطهم بالدروس المقررة عليهم، بالإضافة إلى ارتباطهم بالتفاعلات التي تحدث فيما بينهم، ثم تعزيز الرغبة الحقيقة في الالتزام بأهداف التعلم. وهناك استراتيجيات بسيطة يمكن للمعلمين الاستعانة بها واستخدامها خلال تقديم الدروس من أجل إثارة الفضول، وبالتالي خلق المشاركة بين الطلاب – وخاصة طلبة الصفوف العليا- الذين بالإمكان اعتبارهم بأنهم أكثر عرضة لفقدان الانتباه والاهتمام.
ومن الاستراتيجيات المقترحة لتعزيز مشاركة الطلاب
  1. أنشطة تتسم بالغموض والألغاز : كما روى القصاصون عن شهرزاد إلى مؤلفي كتاب ” الأشياء الغريبة ” بأنهم أشاروا إلى أن البشر لديهم الحاجة الملحة لمعرفة ما سيحدث لاحقاً. وعليه فنحن نحب حل الألغاز والغموض والعثور على الترابط المنطقي للأحداث ومحاولة توقع ماذا سيكون لاحقاً. لذا على المعلم أن يستفيد من ذلك من خلال عرض الوحدات القادمة من المقرر الدراسي بغموض .فمثلاً يحاول المعلم طرح سؤال واسع على مجموعات تتألف من ثلاثة أو أربعة طلاب، كالسؤال التالي: “ماذا سيحدث إذا كان موطن الفراشات يعاني من جفاف شديد خلال مرحلة الشرنقة؟ ” أو “ماذا لو عاش توباك – وهو مغني أمريكي تم اغتياله؟” ثم دع المجموعات تتناقش فيما بينها وتقدم مبرراتها للبقية. ولكن يجب على الطلاب تحقيق مهارة التوقع والتخمين وهي نقطة الانطلاق الحقيقية للتعلم.
  2. توقف مؤقتًا بعد طرح السؤال – ومرة أخرى بعد الحصول على الإجابة: إن التسرع في طرح الأسئلة وقبول الأجوبة لا يساعد معظم الطلاب. فنحن جميعًا نتعامل مع المعلومات التي نستقبلها بشكل مختلف، عليه فإن اعتماد الإجابة من الطالب الأول الذي يرفع يده بسرعة بعد طرح السؤال، قد يؤدى إلى أن يتخلى الآخرين عن السؤال قبل معالجته وتحليله ذهنياً.
  3. قم بصياغة أسئلة أقل – ولكن أعمق: يمكن أن يؤدي سؤال واحد أو سؤالين مدروسين بعناية إلى إثارة مناقشة عميقة. لذا حاول استخدام الأسئلة التي تبدأ بـ “ماذا لو” أو “كيف يمكن” ، وتوجه إلى الأسئلة التي لا تحتوي على إجابة “نعم أو لا” ولا تعتمد على مهارات التذكر البسيط للحقائق. بل يجب أن يكون الهدف هو تشجيع الفكر الناضج والنقاش التعاوني والتركيز على جودة الأسئلة وكيفيتها، لا على كميتها.
  4. طرح وإثارة الجدل: إن مناقشة القضايا ومحاولة إقناع الآخرين بشأنها تعتبر من  الطرق الرائعة التي تُستَثمَر عند طرح موضوع ما. وهذا لا يقتصر فقط على القضايا المعاصرة إنما يتعداها إلى التحليل الأدبي والتاريخي. فحينما تطرح أسئلة مثل  “لماذا تعتقد أن الشخصية -في رواية ما- استجابت هكذا؟” أو “ما الذي نفترض حدوثه لجون سميث عندما اتهمه الطاقم بالتمرد ؟” سيكون عليك ان تكون مستعدا للتدخل في حال احتدام الجدال مما قد يؤدي إلى تغلب العاطفة.
  5. تقليص الفجوة المعرفية، ولتحقيق ذلك يلزمنا توفير قدر معين من المعارف الأساسية عن طريق التعليم المباشر؛ يليه مزيج من التوجيه، ثم التدرج إلى تنمية التوجيه الذاتي، علماً بأن إثارة الفضول يمكن أن تدفع بعملية التعلم إلى أجل غير مسمى. فإذا كنت تستطيع توجيه الطالب إلى الاعتراف بمعرفة شيء ما عن موضوع معين، وأن بإمكانه دفع نفسه نحو الأفضل عبر معرفة المزيد عن ذلك الموضوع، فإن الفضول سيلعب دوره في التحفيز نحو بذل جُهدٍ إضافي في ذلك.وبإمكان المعلم أن يطرح أسئلة على الطلاب عما يعرفونه عن موضوع معين ، ثم يطرح مجموعة أخرى من الأسئلة التي يتوقع بأنهم لا يعرفون إجاباتها حول ذات الموضوع. وبتعمق أكثر يقوم المعلم بطرح سؤالٍ: أي من الأسئلة التي كانت أجابتها “لا أعلم” هي الأهم بالنسبة لكم؟ . لربما يبدو للمعلم بأن الطلبة يخمنون؟ هذا صحيح – لأنه طلب منهم التعليق على شيء قد اعترفوا بالفعل أنهم “لا يعرفونه”. فالخطوات السابقة تُعنى بدراسة معرفتهم وقدرتهم على التعلم والاستقصاء وذاك هو بيت القصيد.
  6. إعطاء الطلاب تلميحات حول أهمية المواضيع بالنسبة لهم: فالطالب الذي يسأل، “لماذا يجب أن أعرف هذا؟” يشير إلى تكتيك تعليمي واعد. لذا من حق الطلاب معرفة أهمية المحتوى بالنسبة لهم. وكيف سيستخدمونه لاحقًا في حياتهم المستقبلية؟ وكيف يستخدمه الناس في عالمهم المعاصر؟ فعلى سبيل المثال، قد تضرب مثالاً على  كيفية ربط موضوع معين بنمط حياة أسر الطلاب في الوقت الحالي. وقياساً على ذلك يمكننا أن نمنح الطلاب مشاريع ذات صلة بحياتهم ويمكنهم من خلالها تطبيق واستعراض ما يعرفونه.
  7. تشجيع التعاون الديناميكي: إن التوجيه الصحيح يقود العمل الجماعي في المجموعات الطلابية الصغيرة إلى بناء المهارات الاجتماعية بالإضافة إلى المعرفة. فانخراط الطلبة للعمل في المجموعات يساهم في وعيهم حول اعتمادية النجاح الفردي والجماعي على بعضهما البعض، وكيفية سد الثغرات المعرفية عبر تعلم الأقران – وهم يفعلون ذلك في بيئة تتسم بالتشارك والتفاعل فيما بينهم لخلق مزيج اجتماعي. ويمكن للمعلمين اتباع استراتيجيات مختلفة لتعزيز التعاون بين الطلبة من خلال الأنشطة التي تعتمد في إنجازها على العمل الجماعي أو الثنائي أو حتى المجموعات المختلطة.
وتلخيصاً لما سبق يمكننا الجزم بأن شريحة كبيرة من المعلمين بالفعل يستخدمون هذه الاستراتيجيات بنسب متفاوتة. لكن ما لزم التنويه به بأن تلك الاستراتيجيات ستصبح أكثر قوة عندما ننظر إليها كجزء من استراتيجية متكاملة و مُنَسَقة يهدف من خلالها  لتعزيز وإثارة فضول الطلاب. المصدر:  ( اضغط هنا )

رابط الموضوع في موقع نوت